Page 177 - merit 38 feb 2022
P. 177

‫‪175‬‬

     ‫وديكارت في دائرة‬          ‫أعمال المعري تعبي ًرا عن‬
       ‫المشتغلين بالفكر‬    ‫الرؤى الفلسفية الخاصة به)‬
                            ‫فقد جاء من خلال أشعاره‪،‬‬
     ‫العربي الحـديث أو‬
       ‫المعاصر‪ ،‬وأغلـب‬         ‫وليست فلسفة ممنهجة‬
           ‫الذين اهتموا‬    ‫نثرية كما عند كل الفلاسفة‪.‬‬
            ‫بالاتجاهات‬      ‫‪ -‬توافق كل من طه حسين‬
          ‫الفلسفية على‬
       ‫الساحة العربية‪،‬‬        ‫والمعري في أن كلاهما لم‬
        ‫من ُذ نهاية القرن‬       ‫يكن فيلسو ًفا يتخذ من‬
          ‫التاسع عشر‪،‬‬
          ‫إلـى منتصف‬        ‫الفلسفة صناعة خالصة له‪،‬‬
       ‫القرن العشرين‪،‬‬         ‫لكن امتزج عندهما الأدب‬
      ‫أقرب إلـى الأدب‪،‬‬
           ‫والـصحافة‪،‬‬      ‫بالفلسفة‪ ،‬فطرحا العديد من‬
            ‫والإصـلاح‬        ‫القضايا الفلسفية في قالب‬
              ‫السياسي‬
                           ‫أدبي‪ ،‬وربما تفوق أبو العلاء‬
                              ‫في هذا الأمر؛ أي في طرح‬
                               ‫النظريات الفلسفية التي‬

                            ‫ظهرت في جل مؤلفاته التي‬
                            ‫ظهرت فيها الآراء الفلسفية‬
                            ‫بشكل أكثر وضو ًحا‪ ،‬الأمر‬

                                ‫الذي لم يتخذ الوضوح‬
                             ‫نفسه عند طه حسين‪ ،‬لكن‬
                             ‫دراسة طه حسين العميقة‬
                             ‫للفلسفة جعلته يتمكن من‬
                             ‫وضع أشعار وآراء المعري‬
                            ‫في قالبها الفلسفي‪ ،‬وضمها‬
                           ‫إلى النظريات التي تستهدفها‬

                                ‫وتحتويها‪ ،‬سواء أكانت‬
                                ‫في الفلسفة اليونانية أو‬

                                           ‫الإسلامية‪.‬‬
                             ‫‪ -‬الفلسفة التي أعجب بها‬
                              ‫طه حسين‪ ،‬وتوحد معها‬
                              ‫أبو العلاء‪ ،‬وليس غيرها‪،‬‬

                               ‫الوحيدة من بين العلوم‬
                            ‫التي يمكنها أن تحدث هزة‬

                               ‫في الوعي لإنجاز التقدم‬
                           ‫المنشود‪ ،‬داخل دائرة الوعي‬

                                ‫الإصلاحي‪ ،‬لكننا قد لا‬
                                 ‫نجانب الصواب إذا ما‬
                             ‫قلنا إننا لا نعثر علـى مـا‬
                              ‫يماثـل صـورة أرسـطو‬

     ‫الإسكندر الأعظم‬
   172   173   174   175   176   177   178   179   180   181   182