Page 177 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 177

‫حول العالم ‪1 7 5‬‬

‫والت ويتمان‬  ‫برنارد ج‪.‬باريس‬           ‫ألفريد أدلر‬                            ‫التعاطف والعاطفة‪ ،‬وهو‬
                                                                       ‫تصوير بين من يحبونه ومن لا‬
‫مرة أخرى‪ ،‬يستسلم بول لأمه واحدة وإلى الأبد‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
                                                                                           ‫يحبونه‪.‬‬
‫بسبب الارتباط الأوديبي‪ .‬لدى فإن الموضوع السائد في أبناء‬                 ‫‪ -‬إن التطور العاطفي والفكري‬

‫بول علاقة مع امرأة متزوجة وعشاق هو عقدة أوديب‪ .‬تركز‬                      ‫الآن في مرحلة متقدمة‪ ،‬حيث‬
‫ال ُعقدة على بطل الرواية بول‬                                             ‫لم يعد الطفل يكتسب خبرات‬
‫وتعاملات أو علاقات والدته‪.‬‬            ‫تدعى «كلارا دوز»‪ .‬يسمح‬
                                       ‫بول لنفسه بالانغماس في‬              ‫العالم الخارجي باستخدام‬
                                                                        ‫التقليد‪ ،‬لكن من خلال التعرف‪.‬‬
 ‫ساب ًعا‪ :‬التحليل‬                      ‫هذه العلاقة لأنه يعلم أن هذه‬
‫النفسي في رواية‬                       ‫العلاقة عمليًّا لا يمكن أن تذهب‬         ‫(موستن‪ ،‬ص‪)97 -95‬‬
‫«الغريب» لـ«ألبير‬                                                         ‫على أساس المعايير المذكورة‬
                                          ‫إلى أبعد من ذلك‪ .‬لن تطلق‬        ‫أعلاه لعقد أوديب‪ ،‬يمكننا أن‬
     ‫كامو»‬                               ‫زوجها أب ًدا‪ .‬لذلك‪ ،‬لا تشكل‬      ‫نصل إلى استنتاج مفاده أن‬
                                      ‫كلارا تهدي ًدا لتعلق بول أوديب‬    ‫«دي إتش لورانس» في روايته‬
                                      ‫بوالدته‪ .‬لا يوجد خطر من أن‬        ‫«أبناء وعشاق» قد اتبع نظرية‬
  ‫الغريب؛ رواية كتبها ألبير‬                   ‫تأخذ مكان والدته‪.‬‬        ‫سيجموند فرويد النفسية لعقدة‬
   ‫كامو‪ .‬إنه يركز على حياة‬
‫رجل جزائري فرنسي يدعى‬                  ‫مرضت والدة بول‪ .‬ومنذ أن‬                             ‫أوديب‪.‬‬
                                                                        ‫تنقسم رواية أبناء وعشاق إلى‬
‫باتت طريحة الفراش؛ يعطيها «ميرسو» بعد إبلاغه بوفاة‬                      ‫قسمين‪ .‬في الجزء الأول‪ ،‬يقدم‬
             ‫بول المورفين‪ .‬بيد أنه يعطى والدته عبر برقية‪ .‬قصة‬
             ‫لها جرعة زائدة كل يوم‪ ،‬مما مورسو هي مثال على ذلك‬             ‫المؤلف توضي ًحا حيًّا للحياة‬
‫يؤدي إلى وفاتها‪ .‬بينما قد ُينظر التناقض بين الإنسان والكون‬              ‫الأسرية لموريل‪ ،‬وحالة الطبقة‬
 ‫إلى هذا على أنه قتل رحيم‪ ،‬الخارجي الذي يسميه كامو‬                     ‫العاملة‪ ،‬ونمو الطفولة‪ ،‬والألعاب‬
‫يبدو من المحتمل أن قتل والدته «العبثي»‪ُ .‬تروى القصة من‬                  ‫والمشاكل والاحتفالات‪ ،‬والمبلغ‬
             ‫منظور «ضمير المتكلم» لـ‬  ‫كان طريقة بول اللاواعية‬
                                                                           ‫الضئيل للمال الذي يجنونه‬
‫للتخلص من عقدة أوديب مرة ميرسو وهو يشق طريقه في‬                          ‫والديون المستحقة عليهم‪ .‬يتم‬
                                                                        ‫تصوير موضوع الصراع بين‬
                                                                         ‫والدي بول بشكل بناء‪ .‬الجزء‬

                                                                             ‫الثاني من الرواية يعطينا‬
                                                                          ‫صورة لروح الكفاح لـ بول‪،‬‬
                                                                       ‫العلاقة المعقدة بين بول ومريم‪،‬‬
                                                                          ‫الفتاة التي تعيش في مزرعة‬
                                                                        ‫صغيرة مع عائلتها بالقرب من‬

                                                                                        ‫«موريلس»‪.‬‬
                                                                       ‫تعطي الرواية في سنوات لاحقة‪،‬‬
                                                                       ‫صورة عن العلاقة الحميمة بين‬

                                                                         ‫ميريام وبولس‪ ،‬لكنها لم تدم‬
                                                                        ‫طوي ًل لأن بولس لن يتزوجها‪.‬‬

                                                                          ‫ُتظ ِهر هذه العلاقة الجسدية‬
                                                                        ‫الحميمة ملامح بول وهو يظل‬

                                                                          ‫منفص ًل عاطفيًّا عن ميريام‪.‬‬
   172   173   174   175   176   177   178   179   180   181   182