Page 172 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 172

‫العـدد ‪33‬‬                               ‫‪170‬‬

                               ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬                          ‫ليشمل العديد من التطورات‬
                                                                  ‫والممارسات الموسعة في تاريخ‬
‫‪ )1961‬توجيه وجهة نظره الأدب بالثقافة‪.‬‬                             ‫الحضارات بما في ذلك الحرب‬

‫لتلائم محيطه الاجتماعي في ُينظر إلى التحليل النفسي‬                   ‫والأساطير والدين والأدب‬
‫فهم التحليل النفسي‪ .‬يونج على أنه شكل من أشكال‬                                ‫والفنون الأخرى‪.‬‬

‫العلاج الذي يهدف إلى علاج‬      ‫هو الذي يرى السلوكيات‬               ‫في عملية شرح الأدب لاحظنا‬
                                                                 ‫أن النقد الأدبي استخدم نظرية‬
‫البشرية الأساسية في الأساطير الاضطرابات النفسية «من‬              ‫التحليل النفسي لتفسير الأدب‪،‬‬
‫والخرافات‪ .‬ثمة تطور لاحق في خلال التحقيق في تفاعل‬
‫التحليل النفسي احتضنه ألفريد العناصر الواعية وغير الواعية‬            ‫كما حاول الأدب استغلال‬
‫أدلر (‪ )1937 -1870‬الذي في العقول»‪ .‬يفحص التحليل‬                     ‫التحليل النفسي واستخدامه‬
‫يرى الإنسان ككائن اجتماعي‪ .‬النفسي التعبير عن مخاوفنا‬              ‫لأغراض إبداعية‪ .‬يتعامل النقد‬
‫بحسب أدلر‪ ،‬نحن مدفوعين ومعانينا الأكثر خصوصية‬                       ‫النفسي مع العمل الأدبي في‬
                               ‫بالاحتياجات الاجتماعية‪« ،‬نحن‬        ‫المقام الأول كتعبير‪ ،‬في شكل‬
‫للثقافة ويعطينا منظو ًرا عنها‬   ‫واعون بأنفسنا وقادرون على‬        ‫خيالي‪ ،‬عن الحالة الذهنية وبنية‬
         ‫كتكوينات ثقافية‪.‬‬                                            ‫شخصية المؤلف‪ .‬إذا نظرنا‬
                                 ‫تحسين أنفسنا والعالم من‬            ‫إلى تاريخ علم النفس سنجد‬
 ‫نحن نعيش في عصر ما بعد‬          ‫حولنا»‪( .‬ماكونيل‪.)250 ،‬‬             ‫أن التحليل النفسي بدأ من‬
    ‫فرويد‪ .‬لا يمكننا الهروب‬      ‫وبالتالي‪ ،‬يمكننا أن نبدأ في‬      ‫مهنة الطب‪ .‬بدأ في علم النفس‪،‬‬
                               ‫إدراك أن هناك افتتا ًنا متباد ًل‬
 ‫من حقيقة أننا نفكر في حياة‬     ‫بين مجال «التحليل النفسي‬             ‫وانتشر في مجالات أخرى‬
  ‫الإنسان بشكل مختلف عن‬        ‫والأدب» الذي هو «الوسيط»‬              ‫للدراسة وتغلغل في النهاية‬
 ‫الطريقة التي فكر بها الناس‬     ‫الرئيسي بين التخصصين‪.‬‬                ‫في الدراسات الأدبية كأحد‬
‫في الماضي‪ .‬قد لا تكون مناهج‬                                      ‫الأساليب المختلفة للأدب‪ .‬تدور‬
 ‫التحليل النفسي للأدب دائ ًما‬                                       ‫فكرة التحليل النفسي حول‬
‫غنية بما يكفي‪ ،‬وقد تميل إلى‬                                          ‫مفهوم أن أفعال الناس يتم‬
                                       ‫ثانيًا‪ :‬التحليل النفسي‬       ‫تحديدها من خلال أفكارهم‬
‫الاختزال‪ ،‬على مستوى النظرية‪،‬‬    ‫العلاج التحليلي هو إعادة سرد‬     ‫المتراكمة منذ فترات بعيدة حول‬
 ‫فإن التحليل النفسي له أهمية‬
                    ‫كبيرة‪.‬‬         ‫لحياة الشخص‪ .‬لقد أعطى‬                    ‫الأحداث المتكررة‪.‬‬
                                 ‫أهمية كبيرة على الأهمية بين‬           ‫وف ًقا لـ»مونتي» ‪،1977‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬أساس التحليل‬          ‫عمليات التفكير واللاوعي‪ .‬كانوا‬         ‫«تفترض نظريات التحليل‬
‫النفسي الفرويدي‬                                                    ‫النفسي وجود حالات داخلية‬
                               ‫يعتقدون أن الوعي بهذا أمر‬             ‫غير واعية تحفز الفرد على‬
                                                                     ‫التصرفات العلنية»‪( .‬تحت‬
                             ‫علاجي وحيوي لعقل سليم‪ .‬أكد‬             ‫القناع‪ .)8 ،‬لذلك فإن حركة‬
 ‫التحليل النفسي على الدوافع‪ ،‬النظرية الحديثة المستخدمة في‬         ‫التحليل النفسي كانت من دعم‬
‫حيث ركز على الدوافع الخفية الأدب لها معنيان مقبولان‪ .‬أو ًل‪،‬‬         ‫سيجموند فرويد‪-1859( .‬‬
‫هي وسيلة لعلاج الأشخاص‬
                               ‫أو المقنعة التي تساعد على‬                             ‫‪)1939‬‬
‫توضيح الأدب على مستويين‪ ،‬المختلين عقليًّا‪ .‬ثانيًا‪ ،‬تشير‬               ‫أعاد‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬طالب علم‬
‫أي ًضا إلى النظريات حول العقل‬  ‫مستوى الكتابة نفسها‬                   ‫النفس لدى فرويد؛ «كارل‬
                                                                     ‫جوستاف يونج» (‪-1875‬‬
‫ومستوى عمل الشخصية داخل البشري وتعقيداته المختلفة‪ .‬قدم‬
‫النص‪ .‬يركز التحليل النفسي سيجموند فرويد نظرية التحليل‬
‫على الموضوع ويحاول شرح النفسي‪ ،‬وكان في الأصل طبيبًا‬
‫علاقة المعنى والهوية بالقوى يعمل في دراسة وعلاج المرضى‬
‫النفسية والثقافية‪ .‬التحليل في عيادته‪ .‬إن تفانيه الطويل‬
‫النفسي له أهمية كبيرة في الفهم في هذا القطاع يجعله يدرك‬

‫المعاصر للقراءة والمعنى وعلاقة ويلاحظ المرض العقلي لمرضاه‪.‬‬
   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177