Page 167 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 167

‫حول العالم ‪1 6 5‬‬

   ‫بما يتجاوز الخيال‪ ،‬وذلك‬        ‫[أو المرأة]» (سعيد‪ .)،‬يتابع‬       ‫السيرة الذاتية كما تتجسد‬
   ‫بالطبع مستحيل‪ .‬هذا هو‬                            ‫سعيد‪:‬‬        ‫في تسلسل الأنساب‪ ..‬المشكلة‬
   ‫الهدف المركزي للبحث في‬                                         ‫الثانية هي مشكلة اللغة فيما‬
  ‫التحليل النفسي وهو أي ًضا‬     ‫هذه نقطة أساسية في تفسير‬
  ‫الموضوع المركزي للتجربة‬         ‫الأحلام‪ ،‬كان على فرويد أن‬         ‫يتعلق بالحقيقة البشرية‪..‬‬
    ‫لأي انسان أي الموضوع‬         ‫يكررها مرات عديدة وبطرق‬            ‫المشكلة الثالثة هي مشكلة‬
 ‫(المرغوب)‪ .‬في الواقع يعتمد‬       ‫مختلفة‪ .‬يقول في مرحلة ما‬         ‫التعامل مع قدرة أو قدرات‬
  ‫تطبيق التحليل النفسي على‬        ‫إن الأحلام لا تأتي إلى حيز‬       ‫الرجل [أو المرأة] في صناعة‬
   ‫قيام المحلل النفسي بلعب‬       ‫الوجود بنية الفهم‪ :‬بل تكون‬         ‫الخيال ‪( .fiction‬ص‪)158‬‬
     ‫دور الغرض (أ) للشيء‬                                         ‫يوضح سعيد كيف أن نيتشه‬
 ‫المُ َح َلل وجعل رغبته تتحدث‬        ‫ببساطة (وتلك الكينونة‬           ‫يتصور مسب ًقا فرويد في‬
   ‫وتتحرر من الارتباط لفك‬         ‫إشكالية)‪ ،‬فهي تنصاع بلا‬           ‫فهرسته لأوديب باعتباره‬
    ‫الكيفية التي تم فيها ربط‬
‫اللاوعي سوية بشبكة معينة‬            ‫ضمير لأي طريقة لتمنح‬              ‫الشخص الذي يبدأ تلك‬
   ‫من الدلالات والتي تشكل‬        ‫تمثي ًل مرئيًّا لأفكار الأحلام‬    ‫«المهمة الجنونية [تاريخيًّا‬
     ‫أعراض متعة الموضوع‪.‬‬         ‫وتماسكها مجرد وهم‪ .‬لذلك‬
  ‫عندما يتعلق الأمر بتفسير‬      ‫مثل الطبيعة تحت نظر العالم‬            ‫وتخو ًفا والمتطلّبة دائ ًما]‬
    ‫الأحلام فإن «فرويد [هو‬                                           ‫لاكتساب المعرفة» والتي‬
     ‫أي ًضا كاتب منظم للغاية‬         ‫فإن الأحلام هي كتابات‬        ‫«تتطلب أو ًل إيجاد شكل من‬
‫بحيث لا يسلم ن ًّصا متقط ًعا]‬     ‫هيروغليفية لا يمكن فهمها‬          ‫أشكال الفهم الذي يعترف‬
 ‫لا يختار بين الوهم والواقع‬      ‫إلا من خلال تعليم الذات في‬      ‫بهذه الحقيقة [حول الاغتراب‬
   ‫حتى النهاية» لأنه «يتمنى‬        ‫آلياتها الخاصة‪ .‬ومع ذلك‬            ‫البيئي للبشرية]‪ ،‬وثانيًا‬
  ‫أن يكون نصه هو المسرح‪،‬‬          ‫فإن المشكلة الأكثر إثارة في‬        ‫إيجاد لغة ونص لاحتواء‬
  ‫الموقع‪ ،‬حيث يجري تفسير‬         ‫الأحلام هي أن الجميع حتى‬          ‫هذه المعرفة أو التعبير عنها‬
  ‫الأحلام»‪( .‬سعيد‪ ،‬ص‪)161‬‬        ‫مفسريها يحلم بها‪ .‬كيف إذن‬            ‫أو تحقيقها أو تأمينها أو‬
  ‫علاوة على ذلك يتم ترتيب‬        ‫يفصل المرء موضوع البحث‬           ‫تجسيدها»‪( .‬ص‪ )159‬يكتب‬
     ‫نص فرويد وف ًقا لتفكك‬         ‫عن موضوع التجربة‪ -‬أو‬              ‫نيتشه أي ًضا عما لا يمكن‬
‫مخطط له‪ ،‬وتجزئة تشكيلات‬         ‫عن التجربة ببساطة؟ الإجابة‬         ‫الوصول إليه وهو بالنسبة‬
‫الصور (الأحلام) إلى شطور‬
   ‫من الأفكار‪ ..‬يتجنب عم ًدا‬         ‫البسيطة نسبيًّا على هذا‬                ‫لفرويد اللاوعي‪.‬‬
   ‫الأدوات المرتبطة اجتماعيًّا‬  ‫السؤال جذابة ح ًّقا‪ ،‬ويبدو أن‬      ‫يكشف التحليل النفسي أن‬
‫وثقافيًّا ومؤسسيًّا في الغرب‬                                     ‫الذات البشرية ليست طبيعية‬
‫بممارسة الأدب ‪ fiction‬حتى‬         ‫فرويد لم يتهرب منها‪ :‬أو ًل‬
‫لو كانت مادته‪ ..‬متصلة بتلك‬      ‫يختبر المرء الشيء‪ ،‬ثم يحلله‪.‬‬         ‫ولا ثقافية؛ بل هو أو هي‬
  ‫الممارسة نفسها‪( .‬ص‪)161‬‬                                             ‫الرغبة والفشل في تجاوز‬
                                                 ‫(ص‪)160‬‬          ‫التناقض بين الحاجة والطلب‪.‬‬
                                    ‫يسمي لاكان هذا الغرض‬           ‫ومن المفارقات أو المازوخية‬
                                  ‫بـ»التشويه الذاتي للواقع»‬      ‫أن الرغبة في جوهرها (وعدم‬
                                    ‫(سعيد‪ ،‬ص‪:)161 -160‬‬              ‫إدراك الأشياء التي نرغب‬
                                 ‫الغرض (أ)‪ .‬الغرض (أ) هو‬            ‫فيها) هي نفسها تلك التي‬
                                   ‫غرض‪ -‬سبب للرغبة‪ ،‬هو‬               ‫نجدها ممتعة‪ .‬نتيجة لهذا‬
                                  ‫جزء من الآخر الذي نرغب‬              ‫التعقيد «يجب تفسير أو‬
                                 ‫فيه ونتخيله كشيء كان لنا‬          ‫قراءة الطبيعة [الآخر؟] كما‬
                                ‫من قبل ولكننا فقدناه بطريقة‬        ‫يجب قراءة وتفسير الرجل‬
                                     ‫ما و‪ /‬أو كشيء بمجرد‬
                                ‫إدراكه سيجعلنا بحالة اشباع‬
   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172