Page 162 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 162

‫العـدد ‪33‬‬                                ‫‪160‬‬

                                 ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬                            ‫[وليس] تمثيل لأي شيء‬
                                                                      ‫آخر»‪( .‬ص‪ )11‬يتابع سعيد‬
   ‫أردت‪ ،‬من أجل المناسبة»‪.‬‬           ‫غير مقبولة‪ .‬إنني أسمي‬
‫(ص‪ .)23‬بعبارة أخرى‪ ،‬فإن‬          ‫هذه القواعد المتعلقة بالسلطة‬            ‫«النظام الذي ينطلق من‬
                                                                      ‫البدايات‪ ..‬لا يمكن إدراكه‪/‬‬
   ‫السلطة البدوية (بالمقارنة‬          ‫العلائقية‪ ،‬سواء بمعنى‬            ‫الإمساك به على نحو كا ٍف‬
 ‫مع السلطة الآنفة أو النقية)‬          ‫القانون الصريح والقوة‬            ‫بأي صورة على الإطلاق»‬
  ‫سلطة علمانية وديمقراطية‬        ‫المُ َو ِجهة‪ ..‬أو بمعنى تلك القوة‬   ‫(ص‪ ،)11‬لأنه نظام رمزي له‬
                                  ‫الضمنية لتوليد كلمة أخرى‬             ‫علاقة باللغة والقانون‪ .‬مع‬
     ‫ونقدية‪( .‬ص‪)24 -23‬‬               ‫ستنتمي إلى الكتابة ككل‪.‬‬           ‫سقوط الصورة من النعيم‬
    ‫البدايات في جوهرها غير‬                                           ‫الإلهي‪« ،‬يدخل العمل الأدبي‬
  ‫واعية‪ :‬تتبع «مبدأ الارتباط‬                        ‫(ص‪)16‬‬            ‫إلى مملكة التاريخ الأممي [أو‬
    ‫[الحر] الذي يعمل بعكس‬         ‫يستشهد سعيد بأصل كلمة‬
                                 ‫(سلطة) ‪ authority‬عند فيكو‬                   ‫العلماني]»‪( .‬ص‪)11‬‬
      ‫التسلسل والمصادفات‬                                                ‫يسمي سعيد نظام ترميز‬
   ‫البسيطة» وهي «إنشائية‪/‬‬                             ‫‪Vico‬‬              ‫الكتابة بـ‪« :‬نظام التكرار‬
 ‫هيكلية [متقصدة] أكثر منها‬           ‫“‪auctor: autos- suis‬‬              ‫الشاذ» (ص‪ .)12‬حيث إنه‬
  ‫تاريخ‪ ،‬ولكن لا يمكن رؤية‬         ‫‪ipsius: propsius: pro-‬‬
‫وتسمية وإدراك هذه الهيكلية‬                                               ‫ليس نظا ًما متخي ًل (أي‬
 ‫على الفور»‪( .‬سعيد‪ ،‬ص‪)16‬‬                            ‫‪”perty‬‬            ‫نرجسيًّا وعدوانيًّا) للتماثل‬
                                     ‫‪ Autoss‬ذاتي و�‪proper‬‬            ‫قائم على الصور والتخيلات‬
      ‫في ضوء فهرسة لاكان‬             ‫‪ُ ty‬ملكية‪ :‬أي ُملكية ذاتية‬         ‫التي تحركها الأنا؛ بل هو‬
    ‫لفرويد أن «الحلم له بنية‬        ‫(ص‪ ،)16‬ويجب أي ًضا أن‬
 ‫جملة أو بالأحرى للاحتفاظ‬           ‫نضع في الاعتبار الكلمات‬              ‫نظام غير وا ٍع يؤكد على‬
 ‫بحرفية العمل‪ ،‬الحلم له بنية‬                                             ‫«احتمالات الاختلاف في‬
   ‫الكتابة الصورية ‪-rebus‬‬               ‫ذات الصلة التي ربما‬          ‫التكرار» مما يعني «شذوذية‬
   ‫التي هي شكل من أشكال‬               ‫تضيء الوجوه المختلفة‬              ‫‪[ irregularities‬أو غرابة‬
   ‫الكتابة»‪( .‬ص‪ )221‬دعونا‬           ‫لنظام الترميز مث ًل‪ :‬هناك‬           ‫‪ ]uncanniness‬متفاوتة‬
                                       ‫جناس لفظي‪ /‬صوتي‬                    ‫في درجات وخصائص‬
      ‫ننظر في وصف سعيد‬           ‫‪ homophone‬بين المفردتين‬              ‫الكتابة ككل»‪( .‬ص‪ )12‬هذا‬
    ‫البنيوي للبداية بوصفها‬             ‫الآخر ‪ Other‬والمؤلف‬              ‫النظام الشاذ للتكرار هو‬
     ‫كتابة‪ ،‬نظ ًرا لأن دراسة‬                                         ‫أي ًضا مصدر المتعة الحقيقية‬
‫البدايات هي‪ ..‬بشكل أساسي‬                ‫‪ author‬التي لها عدة‬          ‫‪« :jouissance‬متعة الكتابة»‬
  ‫حول اللغة التي يستخدمها‬         ‫اشتقاقات‪/authoritarian :‬‬            ‫(ص‪ ،)24‬وهو البعد المادي‬
 ‫أي شخص يبدأ (أو يتحدث‬                                              ‫للحرف أو دلالة الدال‪( .‬فينك‪،‬‬
   ‫عن البداية)‪ ،‬فإن الظروف‬         ‫سلطوي‪/authoritative ،‬‬
    ‫الحميمة والمُ ْدركة للبداية‬     ‫موثوق‪/authorization ،‬‬                       ‫‪ ،1995‬ص‪)xiv‬‬
‫تكون لفظية‪ ..‬تاريخ وتماسك‬           ‫تفويض‪ ..‬إلخ‪ .‬بالنسبة إلى‬              ‫إليكم ما قاله سعيد عن‬
    ‫البدايات [هو] حقيقة من‬       ‫سعيد «التفويض مؤقت»‪ ،‬إنه‬             ‫الكتابة مقابل نظام الترميز‪:‬‬
‫حقائق اللغة المكتوبة‪ ..‬البداية‬     ‫«ما يأذن به‪authorizes /‬‬            ‫أي نوع من الكتابة يؤسس‬
 ‫هي أن تفعل بنية‪ -‬مجموعة‬           ‫موضوع «البدايات» ويمكن‬              ‫قواعد صريحة [أو واعية]‬
  ‫كاملة من الأشياء المعينة في‬                                            ‫وضمنية [أو غير واعية]‬
    ‫المقام الأول في الكتابة أو‬         ‫إدراكه بالمنطق‪ ..‬أي ما‬           ‫وثيقة صلة بذاتها‪ :‬هناك‬
     ‫بسبب الكتابة‪( .‬ص‪)19‬‬            ‫هو مسموح به» (ص‪.)17‬‬              ‫أشياء معينة مقبولة وغيرها‬
‫ُي َع ّد قسم سعيد حول الإدمان‬      ‫لاح ًقا وضح سعيد‪« :‬يمكن‬
  ‫الكتابي للاقتباس و»تأثيره‬          ‫اعتبار السلطة ‪-‬أو القوة‬
                                 ‫المحددة لفعل معين من أعمال‬
                                 ‫الكتابة‪ -‬شيئًا كام ًل ومبتك ًرا‪،‬‬
                                  ‫كشيء شمولي و ُمختلق‪ ،‬إذا‬
   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167