Page 160 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 160

‫ُمرا ِفقة ‪،paraknowledge‬‬         ‫اللاواعية التي تربط ت ّفرد‬            ‫‪158‬‬
‫تفترض مواضع طبيعية جنبًا‬            ‫الوجود بتعددية المعرفة‪.‬‬
 ‫إلى جنب مع الأدب وبطريقة‬          ‫إن التطبيق العملي للتحرر‬           ‫أو المحاكاة ‪،)9(mimicry‬‬
                                  ‫كبداية هي عكس الشمولية‬             ‫والذي يرتكز بالتأكيد على‬
  ‫تتكىء عليها‪ .‬سوف يعرف‬             ‫والاستعمار أو أي جهاز‬         ‫النرجسية المتخيلة والعدوانية‬
  ‫ذلك المتدرب الكثير عن علم‬          ‫أسطوري للقمع كأصل‪.‬‬           ‫التي يختبرها المرء في‪ /‬خلال‬
                                    ‫في بدايات‪ ،‬لا يهتم سعيد‬       ‫مرحلة المرآة‪« :‬مفعول التقليد‬
    ‫النفس الفرويدي‪( .‬ص‪،7‬‬        ‫بالكيفية التي يبدأ بها الكتَّاب‬     ‫هو التمويه‪ ،‬بالمعنى التقني‬
           ‫التشديد مضاف)‬        ‫الآخرون نصوصهم فحسب‪،‬‬                ‫فحسب‪ .‬إنها ليست مسألة‬
                                ‫بل إنه يبدأ أي ًضا شك ًل جدي ًدا‬   ‫الانسجام مع الخلفية بل أن‬
        ‫يقدم سعيد مفهومي‬          ‫من الكتابة‪ :‬النقدية الغريبة‬        ‫تصبح مرق ًطا ضد خلفية‬
      ‫«الخارجية» و»البينية»‬       ‫‪ .uncanny criticism‬كما‬
        ‫“‪in-“ ”exteriority‬‬        ‫ينعكس التحول من الرواية‬             ‫مرقطة‪ ،‬تما ًما مثل تقنية‬
    ‫‪ ”betweenness‬ليصف‬                                                  ‫التمويه الذي يمارس في‬
                                      ‫الكلاسيكية إلى أشكال‬        ‫الحروب البشرية»‪( .‬ص‪)99‬‬
                     ‫كيف‪:‬‬         ‫الكتابة الحداثية في أسلوب‬            ‫سيعيد بهابها ‪Bhabha‬‬
  ‫إن كاتب اليوم أقل ارتيا ًحا‬    ‫سعيد في النقد الأدبي‪ .‬وف ًقا‬          ‫(‪ )1994‬لاح ًقا النظر في‬
                                ‫لسعيد كان لا بد‪ ،‬قبل الحرب‬            ‫مفهوم التقليد في وصفه‬
       ‫للحقيقة غير المزخرفة‬        ‫العالمية الثانية‪ ،‬من تدريب‬       ‫للذات (ما بعد) الاستعمار‪.‬‬
    ‫للأسبقية‪ ..‬وربما لم يعد‬       ‫الباحثين في الأدب على فقه‬       ‫لذلك فإن هذا الآخر «الآخر»‬
 ‫بإمكانه [أو بإمكانها] معرفة‬    ‫اللغة الكلاسيكي (ص‪ ،)6‬مما‬          ‫هو بالتأكيد آخر متخيل (أنا‬
    ‫ما يعنيه الوقوف في خط‬        ‫يعني أنهم يقرؤون نصوص‬               ‫أخرى)‪ ،‬ولكن بشكل أكثر‬
 ‫مباشر للنسب‪ .‬يبدو التاريخ‬         ‫هؤلاء بلغتهم الأصلية‪ .‬أما‬        ‫جذرية‪ ،‬يشير سعيد أي ًضا‬
 ‫والتقاليد أقل قابلية للنقل في‬  ‫فيما يخص ُن ّقاد اليوم والذين‬      ‫إلى الآخرية(‪Otherness )10‬‬
  ‫السرد المتسلسل‪ ..‬وبالتالي‪،‬‬                                           ‫الرمزية والحقيقية (أي‬
     ‫فإن المعرفة أقل تجسي ًدا‬       ‫يعتبرون أنهم قد «علموا‬
   ‫بشكل رسمي‪ ..‬علاوة على‬            ‫أنفسهم بأنفسهم» أو هم‬                ‫ثقافات ولغات أخرى‬
 ‫ذلك‪ ،‬الخارجية والبينية عند‬        ‫مجرد «طائفيين» (ص‪،)8‬‬                 ‫غير أوروبية)؛ مفاهيم‬
  ‫الكاتب الحديث هي النتائج‬                                             ‫ستصبح أكثر وضو ًحا‬
  ‫الحتمية إما لافتقار الإيمان‬                   ‫كتب سعيد‪:‬‬              ‫في كل من كتابي سعيد‪:‬‬
 ‫أو لعدم القدرة على الشروع‬           ‫لا توجد فائدة كبيرة في‬       ‫الاستشراق وكذلك في الثقافة‬
‫بعمل محدود (منفصل) ولكن‬             ‫التأمل لماذا لم يعد معظم‬
  ‫مدمج بالكلّية‪ .‬لكن بد ًل عن‬      ‫الناس يعتبرون أن التعليم‬                     ‫والإمبريالية‪.‬‬
   ‫ذلك غالبًا ما يشعر الكاتب‬       ‫يضيف روابط إلى السلالة‬             ‫التحليل النفسي الطباقي‬
    ‫الحديث بحاجة ُملّحة إلى‬                                         ‫كتطبيق تحرري هو «إعادة‬
‫إنشاء كماليات جديدة‪ ،‬لغرس‬              ‫التاريخية ‪historical‬‬             ‫تجربة مستمرة للبداية‬
   ‫شهوات عشوائية ولرفض‬           ‫‪ .dynasty‬نتوقع من الطالب‬         ‫والبداية ‪-‬مرة أخرى‪ -‬تكمن‬
     ‫الحركة إلى الأمام جمل ًة‬                                         ‫قوتها في‪ ..‬تحفيز الوعي‬
                                  ‫المتدرب في الأدب أن يكون‬             ‫الذاتي والنشاط القائم‪،‬‬
                   ‫(ص‪.)9‬‬             ‫لديه معرفة سطحية في‬          ‫نشاط ذو أهداف غير قسرية‬
   ‫بالنسبة لسعيد‪ ،‬فرويد هو‬           ‫«العلوم الإنسانية» (من‬           ‫ومجتمعية» (سعيد‪ ،‬ص‬
   ‫الكاتب الحديث النموذجي‬                                          ‫‪ .)xx‬كما أنها َم ْعنيّة بتحقيق‬
  ‫بسبب الطريقة التي مارس‬            ‫خلال الترجمات) لكن أن‬         ‫ديمقراطية الخطاب وتسييس‬
                                    ‫يكون لديه إحساس ملح‬
      ‫بها علم تأويلات الشك‬         ‫بالمعارف الأخرى‪ ،‬معارف‬                ‫التمثيل أمام الحقائق‬
  ‫‪ hermeneutics‬في كتاباته‬
   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165