Page 157 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 157

‫حول العالم ‪1 5 5‬‬

    ‫الهيمنة‪ ،‬وإعادة استقراء‬        ‫بحيث تكون معزو ًل داخل‬                 ‫التفكير في البداية بالكتابة‬
    ‫التاريخ المكبوت (المؤنث‪،‬‬                          ‫اللغة‪.‬‬                 ‫أو التفكير في بداية ما؛‬
 ‫غير الأبيض‪ ،‬غير الأوروبي‪،‬‬                                                      ‫وبالتالي فإن البداية‬
‫إلخ‪ ،)..‬واهتمام التخصصات‬           ‫‪« -7‬الدال ‪]signifier [S1‬‬                      ‫اللفظية هي نشاط‬
   ‫التعددية بالنص‪ ،‬ومفهوم‬        ‫يمثل الموضوع [‪ ]$‬لدال آخر‬
 ‫الذاكرة المضادة والأرشيف‪،‬‬                                              ‫إبداعي ونقدي‪ ،‬تما ًما كما في‬
   ‫وتحليل التقاليد‪ ،..‬والمهن‪،‬‬              ‫[‪( ]S2‬ص ‪.)713‬‬                  ‫اللحظة التي يبدأ فيها المرء‬
‫والتخصصات‪ ،‬والمؤسسات»‪.‬‬               ‫من المؤكد إن لاكان تأثر‬              ‫في استخدام اللغة بطريقة‬
                                   ‫بالبنيوية ‪،structuralism‬‬                   ‫منضبطة‪ ،‬يبدأ التمييز‬
                  ‫(ص‪)xix‬‬         ‫وكذلك سعيد الذي كتب عن‬
     ‫يضيف سعيد أن «شكل‬             ‫«روحها الراديكالية» (ص‬               ‫التقليدي بين التفكير النقدي‬
   ‫وتمثيلات الأدب السردي‬         ‫‪ ،)xviii‬لكن الصلة بين اللغة‬             ‫والإبداعي في الانهيار‪( .‬ص‬
      ‫‪)4(narrative fictions‬‬       ‫والرغبة في التحليل النفسي‬
  ‫تستند إلى الرغبة‪ -‬المأذون‬       ‫هي إرث فرويد‪« :‬لقد لعبت‬                 ‫‪ ،xxi‬التأكيد في الأصل)(‪)2‬‬
   ‫بها وكذلك «المتحرش بها»‬        ‫الاحتياجات الجنسية الدور‬               ‫يتردد صدى مركزية اللغة‬
     ‫من قبل الوعي الروائي‬
‫[واللاوعي]»‪ ،‬وهو ما يتوافق‬             ‫الأكبر في أصل الكلام‬                  ‫مقابل الإبداع والنقدية‬
     ‫مع حقيقة أننا نعيش في‬      ‫وتطوره «(فرويد‪ ،‬ص‪.)206‬‬                     ‫والتطور في تنظير سعيد‬
 ‫«عالم حيث رغبة الآخر ُتملي‬                                              ‫للبداية‪ ،‬مع عدد من المبادئ‬
 ‫القانون»‪( .‬لاكان‪ ،‬ص‪)488‬‬            ‫كما أن التقنية الأولية في‬           ‫الرئيسية في التحليل النفسي‬
   ‫يكمل سعيد بذات الدلالة‪:‬‬      ‫التحليل النفسي هي الارتباط‬                ‫حول اللغة بوصفها ترتيبًا‬
      ‫من خلال هذا الارتباط‬
                                   ‫الحر ‪،free association‬‬                                  ‫رمز ًّيا‪:‬‬
       ‫[الحر؟] ُطور ْت نظرية‬           ‫وهي شكل من أشكال‬                    ‫‪« -1‬اللاوعي‪ ..‬منظم مثل‬
‫للسلطة تربط التأليف والملكية‬
                                    ‫الكلام يكشف عن الرغبة‬                    ‫اللغة»‪( .‬لاكان ‪/1966‬‬
    ‫الأبوية والنفوذ ببعضهم‬      ‫اللاواعية في السلسلة الدلالية‬                    ‫‪ ،2006‬ص‪)737‬‬
   ‫البعض‪ ،‬وبالتالي كان هذا‬       ‫للموضوع‪« :‬بد ًءا من فرويد‪،‬‬
   ‫قاب ًل للامتداد إلى التاريخ‬                                             ‫‪« -2‬اللاوعي هو خطاب‬
                                  ‫يصبح اللاوعي سلسلة من‬                  ‫الآخر(‪( .”)3‬لاكان‪ ،‬ص ‪)10‬‬
      ‫الاجتماعي للممارسات‬          ‫الدلالات التي تتكرر ُتشدد‬
   ‫الفكرية‪ ،‬بد ًءا من التلاعب‬                                              ‫‪« -3‬الآخر هو تلك اللغة‬
  ‫والسيطرة على الخطاب إلى‬             ‫في مكان ما‪ ..‬تتدخل في‬              ‫الأجنبية يجب أن نتعلمها‪..‬‬
    ‫تمثيل الحقيقة و»الآخر»‪.‬‬     ‫التقسيمات المقترحة من خلال‬              ‫إنه خطاب ورغبات الآخرين‬
  ‫يحدد كتاب بدايات التحول‬
                                  ‫الخطاب الفعلي والاستدلال‬                   ‫من حولنا بقدر ما يتم‬
      ‫من الحداثة إلى ما بعد‬        ‫الذي يخبرنا به»‪( .‬لاكان‪،‬‬                  ‫دمج الآخر في النفس»‪.‬‬
‫الحداثة‪ ،‬والذي يوازي تقريبًا‬     ‫ص ‪ )676‬هناك طرق أخرى‬
                                  ‫يمكن أن نتناول من خلالها‬                    ‫(فينك‪ ،1995،‬ص‪)11‬‬
   ‫التحول من الاستعمار إلى‬           ‫موضوع اللاوعي والتي‬                       ‫‪« -4‬لا توجد لغة ما‬
 ‫ما بعد الاستعمار‪ .‬لتوضيح‬          ‫تتضمنها أي ًضا اللغة مثل‪:‬‬             ‫ورائية (اللغة التي تستخدم‬
‫الفرق بين الحداثة والعصرنة‬          ‫الأحلام‪ ،‬والنكات‪ ،‬وزلات‬            ‫لتوصيف لغة أخرى (‪meta-‬‬
                                 ‫اللسان‪ ،‬والأعراض‪ ،‬وما إلى‬                ‫‪ language‬يمكن التحدث‬
         ‫‪modernism and‬‬                                                      ‫بها»‪( .‬لاكان‪ ،‬ص‪)688‬‬
 ‫‪ ،modernity‬فإن الأولى هي‬                             ‫ذلك‪.‬‬              ‫‪« -5‬الموضوع هو موضوع‬
                                   ‫بالنسبة إلى سعيد‪ ،‬البداية‬              ‫الدال»‪( .‬لاكان‪ ،‬ص‪)530‬‬
  ‫«مجال ثقافي» بينما الثانية‬       ‫«علمانية‪ ،‬و ًم ْن َت َجة بشر ًّيا‪،‬‬     ‫‪ -6‬أن تكون فاع ًل هو أن‬
                                    ‫ويعاد تفحصها على نحو‬                   ‫تكون مقسو ًما (بين الأنا‬
                                    ‫متواصل» مما يتيح «نقد‬                  ‫واللاوعي)‪ ،‬وهي وظيفية‬
   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162