Page 153 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 153
حول العالم 1 5 1
كتطبيق للتحرر ،والذي تمت نفسي يهتم بإنتاج حاضرنا ترجمة بعض
مناقشته بعمق في الفصول أكثر من اهتمامه بقمع المفاهيم:
ماضينا.
الأخيرة. يقع كتاب بشارة (فرويد
ُيبنى هذا الكتاب على عمل كما يبحث الكتاب في الروابط وسعيد) في 242صفحة
النظرية بين إدوارد سعيد ويتألف من خمسة فصول.
سابق للمؤلف :التحليل
النفسي للتحرر من وفرويد ،وكذلك العلاقة بين يبحث الفصل الأول في
التحليل النفسي وما بعد التفريق بين التحليل
الاستعمار .يعد كلا الكتابين الاستعمار ،والتحرر من
نصو ًصا قيمة للباحثين النفسي لما بعد الاستعمار
الاستعمار على نطاق أوسع. والتحليل النفسي للتحرر
وطلاب علم النفس المهتمين يبدأ المؤلف بتقديم مراجعة من الاستعمار؛ كما يتناول
بفرويد وسعيد والعلاقة الروابط التنظيرية بين فرويد
شاملة لأدبيات التحليل وسعيد ،وهما بلا شك اثنان
الأوسع بين التحليل النفسي النفسي وما بعد الاستعمار، من أهم المنظرين في القرن
والاستعمار. والتي يتم وضعها في سياق العشرين وهذا ليس مجرد
جهاز الرأسمالية العنصرية. رأي ،فقد تم تأكيد أهميتهما
يع ّد مفهوم التنقيض/ كمنظرين من خلال حقيقة
الطباق في اللغة العربية في التحليل الدقيق للترابط أنهما كانا على قائمة التايمز
أم ًرا مختل ًفا عن التأصيل بين فرويد وسعيد ،هناك
محاولة لإنهاء استعمار الأول للتعليم العالي ()2009
الابيستومولوجي (فرويد) وتحليل نفسي كأكثر مؤلفين اس ُتشهد بهما
والموسيقي ،والذي تصدى
لتجلياته الثقافية والجمالية للثاني (سعيد) .يجادل في العلوم الإنسانية.
المفكر الفلسطيني الأمريكي بشارة بأن إنهاء استعمار أما الفصل الثاني المعنون
إدوارد سعيد ،في معركته فرويد لا يعني إلغائه هو بـ»بدايات» فهو اقتباس
بذاته؛ بد ًل من ذلك ،فهو لعنوان كتاب سعيد «بدايات:
الثقافية ضد نبوءات يستخدم أدق أفكار ومفاهيم النهج والنية» ،وهو الفصل
الإمبريالية الغربية .يعد فرويد في عصرنا ،من خلال
مفهوم التنقيض وتجلياته التوسع في نقده للحداثة ثم المترجم جزئيًّا هنا.
الفكرية والأنتولوجية، الاستعمار .كما أن التحليل يشدد كتاب فرويد وسعيد
كمنهج تأويلي هيرمونيطيقي
نستطيع من خلاله قراءة النفسي لسعيد لا يعني لروبرت بشارة على أن
الاختلاف والآخر ،وعدم إضفاء نفسانية على الرجل. التحليل الـ دي كولونيالي
السقوط في فخ الاختزال بد ًل من ذلك يهدف الكتاب (التحرر من الاستعمار)
والتطرف الأيديولوجي للذات والإنسان والماضي
والديني والثقافي .ولو رجعنا إلى إظهار تأثير التحليل يسلط الضوء بين روابط
النفسي على عمل سعيد. الإمبريالية الغربية وتلك التي
للتقعيد الموسيقي لهذا من المؤكد أن سعيد بدأ مع لا يرغب الغرب في المطالبة
المصطلح ،نجد مث ًل معجم فرويد ثم قمعه (بالمفهوم
الفرويدي للقمع) ،ثم عاد بها .يقدم بشارة قراءة
حروف الموسيقى ُيعرف فرويد للظهور في أعمال جديدة لفرويد من خلال
الطباق الموسيقي كالآتي: سعيد .تسمح قراءة فرويد تصورات سعيد للإنسان،
فن التشابك والتفاعل بين وسعيد جنبًا إلى جنب بتنظير وتلك التي تبديها الإنسانية.
النوتات الموسيقية المتضادة ما يسميه المؤلف التحليل نتاج هذه القراءة هو تحليل
لإنشاء لحن متناغم (.)178 النفسي لنقاط التناقض
فيما ُيستخدم «التحليل
لنقاط التناقض /التحليل