Page 155 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 155

‫حول العالم ‪1 5 3‬‬

    ‫نمط التأكيد في الاقتباس‪.‬‬  ‫والمصطلحات المنسوبة لهما‪،‬‬          ‫وقد اختار بشارة فترات‬
 ‫حيث يناقش تفسير الأحلام‬       ‫ولكن أي ًضا لمُن ّظرين آخرين‬        ‫زمنية لتحليل ودراسة‬
                                                                   ‫الإنتاج الفكري لفرويد‬
    ‫لفرويد من بين نصوص‬             ‫في الاستعمار والتحليل‬
‫أخرى للبحث في نوايا فرويد‬        ‫النفسي مع تعليق بشارة‬           ‫وسعيد مثل‪ :‬بالنسبة إلى‬
                              ‫عليهم جمي ًعا‪ .‬كما أن بشارة‬       ‫سعيد كانت الفترة الأبرز‬
      ‫وأساليبه‪ ،‬ليس كمحلل‬     ‫اعتمد بشكل كبير على تحديد‬        ‫التي ركز عليها بشارة هي‬
    ‫نفساني‪ ،‬ولكن ككاتب له‬      ‫الاقتباس من حيث توكيده‪،‬‬       ‫(‪ ،)1975/ 1985‬والتي تمثل‬
     ‫رأي‪ .‬يحاجج بشارة أن‬         ‫وهل كان هذا التأكيد من‬        ‫فترة إنتاج كتابه «بدايات»‪،‬‬
    ‫تفسير الأحلام هو «نص‬      ‫أصل الاقتباس‪ ،‬أي أن اللفظة‬     ‫وقد اعتمد لفرويد الفترة مثل‬
 ‫نيته الشروع بخطاب يكون‬                                      ‫(‪)1909/ 1961‬؛ وقد استمر‬
    ‫أحد أهدافه الرئيسية هو‬         ‫في النص الأصلي كانت‬         ‫على تكرار هذه التواريخ في‬
                                ‫مكتوبة بالخط العريض أو‬        ‫كل مرة ُيشير إلى إنتاجهما‪،‬‬
     ‫التجنب المتقصد لبعض‬      ‫كانت ُمعلمة بالخط المائل؛ أم‬     ‫مما دعانا إلى التخفيف من‬
   ‫الأعراف النصية المحددة»‬      ‫هو مضاف من قبل بشارة‬         ‫بعضها دون المساس بفحوى‬
  ‫(سعيد‪ ،‬ص‪ .)162‬يتساءل‬          ‫للتشديد على مسألة تهمه‪.‬‬
‫بشارة‪ :‬هل هذه طريقة سعيد‬      ‫وقد فرق بين نوعي التأكيد‪:‬‬                          ‫النص‪.‬‬
   ‫في التقليل من شأن المكانة‬    ‫التأكيد في الأصل والتأكيد‬      ‫كتاب سعيد وفرويد يعتمد‬
                                                              ‫بشكل كبير على الاقتباسات‬
     ‫العلمية للتحليل النفسي‬        ‫المضاف من ِقبل الكاتب‬       ‫من ك ٍّل من سعيد وفرويد‪،‬‬
  ‫ورفع مساهمات فرويد في‬       ‫(روبرت بشارة)‪ .‬وهنا أي ًضا‬     ‫مما يجعل النص متراكب من‬
  ‫الإنسانيات؟ سنرى ذلك في‬                                      ‫عدد من الدلالات والمفاهيم‬
                                ‫سيتم اعتماد التخفيف من‬
      ‫ترجمة الفصل الثاني‪.‬‬        ‫هذه الإشارات التي تحدد‬

                              ‫الفصل الثاني‬
                                 ‫بدايات‬

  ‫أي ًضا أن تستخدم طريقته‬     ‫النص وتأثير “طريقته القابلة‬       ‫أبدأ هذا الفصل بكتاب‬
     ‫في تفسير الأحلام‪ ،‬كما‬         ‫للجدل” (سعيد ‪/1975‬‬
                                                                 ‫“بدايات‪ :‬النهج والنية”‪،‬‬
‫أُحجج هنا‪ ،‬كوسيلة للتأويل‬        ‫‪ ،1985‬ص‪ )51‬على تنظير‬                 ‫كتاب إدوارد سعيد‬
   ‫التنقيضي كما فعل سعيد‬           ‫سعيد لمفهوم “البداية”‬
  ‫(‪ )2003 /1978‬في كتابه‬                                          ‫الثاني (‪،)1985 /1975‬‬
                               ‫كمقصد ومنهج‪ .‬من الأمور‬        ‫والذي طغى على كتابه الثالث‬
‫“الاستشراق”‪ .‬فيما بالنسبة‬            ‫ذات الأهمية الخاصة‬      ‫والأكثر شهرة “الاستشراق”‬
‫إلى سعيد (‪)1()1985 /1975‬‬                                      ‫الذي ُنشر بعد ثلاث سنوات‬
‫“يحتفظ النص ككل بوظيفة‬            ‫لسعيد (‪)1985 /1975‬‬          ‫في عام ‪ .1978‬هدفي من هذا‬
 ‫بداية معينة” لأنه “الموضع‬      ‫هي “تفسير الأحلام كنص‬
                               ‫افتتاحي” (ص‪ ،179‬التأكيد‬          ‫الفصل هو تسليط الضوء‬
     ‫المادي حيث يتم إنشاء‬                                     ‫على سيطرة فرويد على طول‬
                                  ‫في الأصل)‪ ،‬والذي يمكن‬
   150   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160