Page 164 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 164

‫أو الاجتماعية»‪( .‬ص‪)58‬‬                                  ‫العـدد ‪33‬‬                         ‫‪162‬‬
      ‫بالنسبة إلى سعيد‪ ،‬فإن‬
                                                                         ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬    ‫الثنائية تجاه المجتمع‪ ،‬وهو‬
 ‫النص هو «سلسلة [متقطعة]‬                                                               ‫أحد أهداف التحليل النفسي‬
       ‫من النصوص الفرعية‬               ‫ترتبط اللغة‪،‬‬
                                 ‫الكتابة أو التفكير‬                                          ‫الطباقي كتطبيق عملي‬
     ‫أو النصوص المُسبقة أو‬                                                                               ‫للتحرر‪.‬‬
‫النصوص الموازية أو النظيرة‬               ‫في البداية‬
‫أو النصوص الإضافية‪ ..‬حقل‬                 ‫بالكتابة أو‬                                         ‫َيعتبر سعيد (‪/1975‬‬
                                 ‫التفكير في بداية‬                                             ‫‪ )1985‬فرويد ثور ًّيا‬
    ‫تشرذم يتجاوز الفردية»‪.‬‬         ‫ما؛ وبالتالي فإن‬                                         ‫إلى جانب كوبرنيكوس‬
  ‫(ص‪)58‬؛ لذلك تأتي سلطة‬             ‫البداية اللفظية‬                                       ‫‪ )13(Copernicus‬ولينين‬
   ‫فرويد من قراءته «للتاريخ‬      ‫هي نشاط إبداعي‬                                           ‫(ص‪ )32‬لأن البداية هي‬
                                 ‫ونقدي‪ ،‬تما ًما كما‬                                        ‫فعل متقطع‪ .‬أطلق إريك‬
      ‫النفسي» كمجال ن ّصي‬          ‫في اللحظة التي‬                                        ‫إريكسون على فرويد لقب‬
          ‫للتشتت‪( .‬ص‪)58‬‬             ‫يبدأ فيها المرء‬                                     ‫«أول محلل نفسي» وجادل‬
                                       ‫في استخدام‬                                     ‫بأنه على الرغم من أن فرويد‬
 ‫في قراءة كتاب فرويد الأخير‬          ‫اللغة بطريقة‬                                          ‫َغيَّر مجال دراسته (من‬
    ‫«موسى والتوحيد» وهو‬               ‫منضبطة‪ ،‬يبدأ‬                                       ‫علم الأعصاب إلى التحليل‬
                                   ‫التمييز التقليدي‬                                    ‫النفسي)‪ ،‬فإن «فكرة البحث‬
 ‫موضوع كل من كتاب سعيد‬                 ‫بين التفكير‬                                     ‫محفوظة» (سعيد‪ ،‬ص‪.)33‬‬
    ‫الأخير وفصلي الرابع في‬        ‫النقدي والإبداعي‬                                     ‫لذلك فإن البداية ليست فقط‬
                                        ‫في الانهيار‬                                      ‫انقطا ًعا ولكنها أي ًضا نقلة‪:‬‬
 ‫هذا الكتاب‪ ،‬يستخرج سعيد‬                                                                ‫«التحليل النفسي يعيد نشر‬
    ‫مفهوم ‪( Entstellung‬أو‬            ‫روبرت بشارة‬                                           ‫عناصر قديمة‪ ،‬ويرتبها‬
                                                                                      ‫بشكل متقطع ولكن بالتوازي‬
‫التشويه)‪ ،‬الذي كان له معنى‬                                                                  ‫مع الطريقة التقليدية»‪.‬‬
     ‫مزدوج بالنسبة بالنسبة‬
   ‫لفرويد‪« :‬ظهور شيء ما»‬                                                                                ‫(ص‪)33‬‬
                                                                                           ‫يجادل سعيد بأن كتاب‬
‫و»وضع شيء في مكان آخر‪،‬‬                                                                     ‫موسى المنسوب لفرويد‬
 ‫أي إزاحته» (ص‪ .)59‬يقارن‬                                                                 ‫يتميز ببناء كل من الطاقة‬
‫فرويد التشويه النصي بالقتل‬
                                                                                              ‫الإبداعية مثل «القوة‬
    ‫(ص‪ ،)59‬وهو ما يوازي‬                                                                 ‫التركيبية التي من المفترض‬
     ‫حجة سأقدمها لاح ًقا في‬                                                           ‫أن تجمع العمل الإبداعي م ًعا‬
  ‫الكتاب حول الكتابة كشكل‬                                                             ‫وتعطيه شك ًل» و»نوع ُمكيف‬
 ‫من أشكال القتل‪ .‬سعيد‪ ،‬على‬                                                              ‫لاحتياجات فردية له بعض‬
    ‫غرار فرويد‪ ،‬يطرح أي ًضا‬                                                           ‫سمات الشخص لكن لا يتمتع‬
  ‫قضية أن «الكتابة لا تتاخم‬                                                             ‫بهوية وجودية»‪( .‬ص‪)58‬‬
‫الطبيعة بحدود‪ ،‬وبالتالي فهي‬                                                              ‫وذلك لأن «الفر ّدية في حد‬
   ‫تشوه مواضيعها (الحياة‪،‬‬
  ‫الحرية‪ ،‬السعادة) أكثر مما‬                                                                ‫ذاتها تفشل في تضمين‬
   ‫ُتشكلها‪ .‬القراءة والكتابة‪..‬‬                                                               ‫التجارب التي تتجاوز‬
‫تشويه خاص للحقائق العامة‪.‬‬                                                              ‫الأفراد ‪)14(transindividual‬‬
   ‫هناك عنف في النصوص»‬                                                                     ‫مثل التنمية الاقتصادية‬
 ‫(ص‪ .)59‬لكي يصبح محل ًل‬
    ‫لاكانيًّا‪ ،‬يجب على المرء أن‬
 ‫يمر عبر تشكيل ‪formation‬‬
   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169