Page 166 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 166

‫العـدد ‪33‬‬                               ‫‪164‬‬

                                  ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬                           ‫خلال التحليل باستخدام‬
                                                                      ‫الكلمات‪ .‬أعاد فرديناند دي‬
   ‫المربك وتقليل ألم التجربة‪.‬‬     ‫على الانتقال بعي ًدا عن الجزء‬
    ‫بمعنى آخر المشروع هو‬            ‫وحوله‪ .‬هذه طريقة أخرى‬               ‫سوسور(‪Ferdinand )17‬‬
                                    ‫لتمييز القدرة البشرية على‬           ‫‪/1916( de Saussure‬‬
   ‫مشروع اقتصادي بحت»‪.‬‬                        ‫اللغة‪( .‬ص ‪)65‬‬              ‫‪ )2011‬النظر في المشكلة‬
     ‫(سعيد‪ ،‬ص‪ )94‬يوضح‬                    ‫بعبارة أخرى ما نوع‬         ‫الكانطية باستخدام علم اللغة‬
                                       ‫العوالم‪ /‬الكلمات (حيث‬        ‫البنيوي‪ ،‬وبالنسبة له لم يكن‬
 ‫موقع ‪PoliticalCompass.‬‬                                                 ‫عدم إمكانية الوصول إلى‬
‫‪ org‬أن باراديم يسار‪ -‬يمين‬         ‫هناك طباق لفظي بين هاتين‬           ‫العالم النوميني ‪noumenal‬‬
 ‫(بمعنى الأحزاب السياسية)‬         ‫المفردتين في اللغة الإنجليزية‬        ‫‪( world‬وبالتالي استحالة‬
                                  ‫‪ )worlds/ words‬التي نريد‬               ‫الموضوعية) هو القضية‬
  ‫هو طيف اقتصادي أحادي‬                                                ‫المركزية‪ .‬كان دي سوسور‬
    ‫البعد لا يأخذ في الاعتبار‬         ‫نحن (المقموعون) بنائها‬           ‫أكثر اهتما ًما بالعلاقة بين‬
                                       ‫أو (إعادة بنائها) والتي‬
‫المحور الاجتماعي‪ .‬باستخدام‬           ‫سنستمتع بها أي ًضا؟ لقد‬              ‫الدالات والمدلولات‪ ،‬أو‬
  ‫نظام الإحداثيات الديكارتية‬        ‫عمد ُت أنا إلى بناء عالم من‬     ‫التمثيلات والمفاهيم‪« :‬الرابطة‬
        ‫حيث يمثل ‪ x‬المحور‬            ‫الكلمات‪ ،‬يزيح الرأسمالية‬       ‫بين الدال والمُد َلّول اعتباطية»‪.‬‬
      ‫الاقتصادي و ‪y‬المحور‬         ‫العنصرية باستخدام أسلوب‬
  ‫الاجتماعي‪ ،‬يمكننا بسهولة‬          ‫التحليل النفسي التنقيضي‬                          ‫(ص‪)232‬‬
 ‫تعيين أربعة أرباع (والعديد‬          ‫كتطبيق عملي للتحرر‪ .‬هذا‬             ‫كتب سعيد أن فرويد لم‬
‫من العوالم ال ُعق ّدية)‪ .‬الربعان‬      ‫العالم ليس مدينة فاضلة‬           ‫ينزعج من مسألة الدقة في‬
       ‫الموجودان على اليسار‬           ‫أو شيئًا جدي ًدا تما ًما؛ بل‬      ‫التحليل لأنه «لا يمكن أن‬
   ‫اشتراكيان‪ ،‬والرباعان على‬         ‫هو عبارة عن ربط لأفضل‬              ‫يكون هناك تطابق مباشر‬
      ‫اليمين رأسماليان‪ ،‬لكن‬          ‫الأفكار والممارسات (اقرأ‪:‬‬       ‫بين البناء العقلي‪ ..‬والأحداث‬
    ‫المحور الاجتماعي يتعلق‬              ‫عادل اجتماعيًّا) لعوالم‬       ‫الفعلية»‪( .‬ص‪ )65‬التكثيف‬
   ‫بمسألة الحرية السياسية‪،‬‬           ‫موجودة مسب ًقا‪ .‬وبالتالي‬       ‫والإزاحة من آثار هذا النقص‬
    ‫حيث تكون السلطوية في‬                                            ‫في التطابق‪ ،‬وبالنسبة لفرويد‬
 ‫القمة والليبرالية في الأسفل‪.‬‬             ‫فإن التحليل النفسي‬           ‫فإن نتيجة الإزاحة لم تكن‬
      ‫أضع مشروعي هذا في‬               ‫التنقيضي هو فهرسة لما‬            ‫تشوي ًها فحسب‪ ،‬بل كانت‬
    ‫الربع السفلي الأيسر من‬        ‫يعمل من منظور الإيكولوجيا‬             ‫أي ًضا وه ًما (كما ورد في‬
                                    ‫الاجتماعية‪ ،‬وهو «النقيض‬         ‫سعيد‪ ،‬ص‪ .)65‬مشكلة الدقة‬
‫البوصلة السياسية‪ .‬لذلك فإن‬         ‫التخريبي» (سعيد‪ ،‬ص‪)75‬‬               ‫هذه لا تعني أن كل شيء‬
  ‫التحليل النفسي التنقيضي‬              ‫للرأسمالية العنصرية‪-‬‬
   ‫كتطبيق تحرري هو حركة‬           ‫لاستخدام مفهوم فرويد عن‬                  ‫يسير بسبب الأوهام‪:‬‬
     ‫نحو تحقيق الاشتراكية‬         ‫«الكلمة البدائية» (ص‪ )78‬أو‬         ‫التي استحكمت حول جوهر‬
  ‫اللاسلطوية التي هي الوجه‬         ‫أن «العلامات أو الكلمات في‬
                                     ‫الحلم [أو في اليقظة] يمكن‬            ‫الحقيقة التاريخية التي‬
 ‫الآخر للرأسمالية العنصرية‪.‬‬       ‫أن تعني نقيضها» (ص‪.)75‬‬              ‫تظهر بالتعريف حصر ًّيا في‬
 ‫وف ًقا لسعيد فإن عمل فرويد‬        ‫بالنتيجة «في أي من تقنيات‬        ‫الاستبدالات اللفظية للحقيقة‪،‬‬
  ‫(مثل عمل نيتشه) هو عمل‬           ‫إعادة البناء‪ ،‬سواء كانت في‬         ‫أو كتجربة تم التبرؤ منها‪.‬‬
                                  ‫التاريخ أو الفلسفة أو السرد‬          ‫بناء عليه تقف الكلمات في‬
    ‫«أنثروبولوجي راديكالي»‬         ‫الشخصي‪ ،‬فإن الهدف وف ًقا‬          ‫البداية‪ ،‬بل هي بداية سلسلة‬
                      ‫لأنه‪:‬‬       ‫لفرويد هو خلق بدائل للواقع‬        ‫من الاستبدالات‪ .‬تدل الكلمات‬

     ‫اعتبر أن مهمة الوصف‬
     ‫الدقيق للرجل [أو المرأة]‬
‫مرتبطة بشكل أساسي بثلاث‬
  ‫مشاكل‪ :‬الأولى هي مشكلة‬
   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171