Page 175 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 175

‫حول العالم ‪1 7 3‬‬

   ‫التي تركتها المسرحيات على‬            ‫الحياة بإقامة علاقة وثيقة‬       ‫بشكل تكافلي مع جسد الأم‪.‬‬
     ‫جمهور العملين‪ .‬في كتابه‬          ‫مع القائم بالرعاية الأساسي‬        ‫يشير لاكان إلى هذه المرحلة‬
     ‫«الكتاب المبدعون وأحلام‬        ‫والانحلال اللاحق لتلك العلاقة‬
                                      ‫من خلال الانفصال والتفرد‪.‬‬                         ‫بالخيال‪.‬‬
  ‫اليقظة»‪ ،‬وسع فرويد العلاقة‬         ‫هذا التطور النفسي للطفل هو‬                    ‫‪ -‬مرحلة المرآة‬
  ‫بين الأدب والتحليل النفسي‪،‬‬        ‫جزء من عملية التكيف المتبادلة‬      ‫يصف لاكان الفترة التي يبدأ‬
                                    ‫بين الطفل والقائم على رعايته‪-‬‬         ‫فيها الطفل في رسم فروق‬
     ‫فقارن بين الخيال واللعب‬           ‫يجب أن يتعلم كلاهما كيف‬             ‫بدائية بين الذات والآخر‬
  ‫والأحلام والعمل الفني لفهم‬        ‫يستجيب لاحتياجات ومصالح‬           ‫كمرحلة المرآة‪ .‬هذه هي الفترة‬
                                                                           ‫التي يظهر فيها إحساس‬
     ‫الإبداع‪ .‬في كتاب «الكتاب‬                           ‫الآخر‪.‬‬         ‫الطفل بذاته والخطوات الأولى‬
   ‫المبدعون وحلم اليقظة»‪ ،‬قدم‬          ‫هناك جانبان مهمان لتنمية‬           ‫في اكتساب اللغة‪ .‬تنعكس‬
  ‫فرويد نظريته أو ًل حول بنية‬        ‫الطفل‪ :‬الهوية الذاتية والهوية‬     ‫اكتشافات «أنا» وصورتها في‬
  ‫العمل الأدبي وأجرى تحقي ًقا‬          ‫الجنسية‪ .‬في سياق الأسرة‬
 ‫تحليليًّا نفسيًّا في طبيعة الأدب‪.‬‬  ‫النواة‪ ،‬يجب على الطفل الابتعاد‬                       ‫«مرآة»‪.‬‬
    ‫بالنسبة لفرويد‪ ،‬فإن العمل‬                                              ‫ج) نظرية علاقات الكائن‬
  ‫الأدبي مشابه لأحلام اليقظة‪.‬‬             ‫عن الأم من أجل تحقيق‬       ‫يبدأ تكييف آخر لنظرية التحليل‬
‫مثل تلك الأحلام‪ ،‬يحتوي العمل‬         ‫الاستقلال الذاتي‪ ،‬ويقدم الأب‬      ‫النفسي ُيعرف باسم «نظرية‬
   ‫الأدبي على تحقيق رغبة غير‬                                            ‫علاقات الكائن» من افتراض‬
   ‫مرضية وبالتالي يحسن من‬               ‫بدي ًل يتعرف عليه‪ .‬وهكذا‪،‬‬          ‫أن الحياة النفسية للبشر‬
                                     ‫يميل الصبي إلى تطوير هوية‬           ‫يتم إنشاؤها في ومن خلال‬
            ‫واقع غير ُمر ٍض‪.‬‬        ‫ذاتية قوية ولكن هوية جنسية‬         ‫العلاقات مع البشر الآخرين‪.‬‬
 ‫يمكن للنقد الأدبي التحليلي أن‬                                          ‫وهكذا‪ ،‬يميز من ّظر العلاقات‬
‫يركز على واحد أو أكثر مما يلي‪:‬‬                         ‫ضعيفة‪.‬‬
  ‫‪ -1‬المؤلف‪ :‬تستخدم النظرية‬                                                 ‫الموضوعية بين الولادة‬
  ‫لتحليل المؤلف وحياته وعمله‬           ‫خام ًسا‪ :‬الأدب‬                     ‫الجسدية والنفسية للفرد‪.‬‬
                                      ‫والتحليل النفسي‬                   ‫في حين أن الولادة الجسدية‬
                    ‫الأدبي‪.‬‬                                             ‫هي عملية تحدث خلال فترة‬
‫‪ -2‬الشخصيات‪ :‬تستخدم هذه‬                ‫التحليل النفسي ليس مجرد‬       ‫زمنية محددة ويمكن ملاحظتها‬
                                      ‫فرع من فروع الطب أو علم‬        ‫بسهولة‪ ،‬إلا أن الولادة النفسية‬
   ‫النظرية لتحليل شخصية أو‬            ‫النفس بل إنه يساعد في فهم‬           ‫تمتد عاد ًة خلال السنوات‬
 ‫أكثر‪ ،‬وتصبح النظرية النفسية‬                                         ‫الثلاث الأولى من الحياة‪ ،‬ويمكن‬
 ‫أداة لشرح سلوك الشخصيات‬                  ‫الفلسفة والثقافة والدين‬        ‫أن تحدث فقط في العلاقات‬
                                      ‫والأدب‪ ،‬أو ًل وقبل كل شيء‬       ‫الاجتماعية ومن خلالها‪ .‬خلال‬
                  ‫ودوافعها‪.‬‬                                               ‫هذا الوقت‪ُ ،‬يسمح لبعض‬
‫‪ -3‬الجمهور‪ُ :‬تستخدم النظرية‬                            ‫يساهم‪:‬‬          ‫«الإمكانات الفطرية والسمات‬
‫لشرح جاذبية العمل لمن يقرؤه‪.‬‬        ‫‪ -‬في تطوير التظرية الفرويدية‬      ‫الشخصية» بالتطور في وجود‬
                                     ‫في التحليل النفسي‪ ،‬التي غالبًا‬     ‫«علاقات كائن جيدة»‪ .‬تؤثر‬
   ‫‪ -4‬النص‪ :‬تستخدم النظرية‬                                            ‫جودة هذه العلاقات على جودة‬
 ‫لتحليل دور اللغة والرمزية في‬          ‫ما ربطها سيجموند فرويد‬             ‫المهارات اللغوية والحركية‬
                                    ‫بالفن بشكل عام والأدب بشكل‬
                     ‫العمل‪.‬‬                                                               ‫للفرد‪.‬‬
‫يتأثر المؤلفون والكتاب بمفاهيم‬                          ‫خاص‪.‬‬              ‫تتميز السنوات الأولى من‬
‫التحليل النفسي التي تنعكس في‬          ‫‪ -‬في «تفسير الأحلام»‪ :‬حلل‬
                                     ‫فرويد أوديب مل ًكا لشكسبير‪،‬‬
  ‫شخصيات أعمالهم وأي ًضا في‬            ‫وهاملت لشكسبير من أجل‬
                   ‫أذهانهم‪.‬‬           ‫الثيمات الأوديبية والتأثيرات‬

  ‫أثرت مفاهيم التحليل النفسي‬
  ‫التي طرحها سيغموند فرويد‬
   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179   180