Page 182 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 182

‫العـدد ‪33‬‬                                   ‫‪180‬‬

                            ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬                           ‫كانت الجامعة المصرية في‬

‫الدولية في أوروبا وأمريكا‪ .‬المعالم الكبرى لهذا المنجز؟‬               ‫عهدها الأول منذ افتتاحها‬
                                                                    ‫‪1908‬م حتى بعد منتصف‬
‫وظلت راياته خفاقة بوفائه وكيف آلت ريادته إلى‬                      ‫القرن العشرين بقليل جامعة‬
                            ‫لعلمه ومثابرته على العطاء‬
 ‫تلاميذه وماذا قدموا وماذا‬        ‫حتى الرمق الأخير‪.‬‬                      ‫قادرة على إنتاج العلم‬
                  ‫أضافوا؟‬                                         ‫وتخريج العلماء والمنافسة في‬
                             ‫لم يكن سويف نج ًما من‬
‫لا نستطيع أن نجاري القول‬     ‫نجوم الفن ولا السياسة‬                 ‫المحافل الدولية‪ .‬وقد وجدنا‬
                                                                      ‫ذلك في أمثال طه حسين‬
                            ‫ولا حري ًصا على الشهرة‬                    ‫ويوسف مراد ومنصور‬
                            ‫والانتشار ولا على اعتلاء‬
                                                                    ‫فهمي وعبد الرحمن بدوي‬
                            ‫المناصب والكراسي الناعمة‪،‬‬             ‫ولويس عوض وأمين الخولي‬
                                                                  ‫ومصطفى مشرفة ومصطفى‬
                            ‫ولكنه كان دؤو ًبا على بلوغ‬
                            ‫الغايات التي خطط لها‬                     ‫زيوار ومصطفى صفوان‬
                                                                     ‫وغيرهم ممن يعزون على‬
                            ‫وعمل عليها وهي غايات‬                     ‫الحصر في هذا المقام‪ .‬وفي‬
                                                                    ‫هذه البيئة العلمية النشطة‪،‬‬
‫د‪.‬أحمد يوسف علي‬             ‫علمية واجتماعية وثقافية‪.‬‬
                            ‫ومع المتغيرات الاجتماعية‬                   ‫نشأ مصطفى إسماعيل‬
                                                                  ‫سويف (‪ )2016 -1924‬بين‬
                            ‫والاقتصادية التي اجتاحت‬
                                                                   ‫منجزات الحركة الوطنية في‬
‫المجتمع المصري مصطفى سويف‪..‬‬                                         ‫الحرية والفكر والاستقلال‬
                                                       ‫منذ العام‬   ‫والرغبة الجارفة في تأسيس‬
                                                   ‫‪1967‬م وامتد‬      ‫النهضة المصرية على أسس‬
                                                                  ‫العلم والفكر والفن والقانون‪.‬‬
                            ‫تأثيرها السلبي‬                          ‫ومع أن سويف شهد زمن‬
                                                                  ‫الرواد في العلم والفكر والفن‬
                            ‫إلى مفاهيم العلم والقيم‬                  ‫والحرية‪ ،‬ونهل من فيض‬
                                                                  ‫عطائهم‪ ،‬فإنه قد شق لنفسه‬
                            ‫الأكاديمية التي ترعرع في‬
                                                                       ‫طري ًقا بين طرق الرواد‬
                            ‫ظلها‪ ،‬فإن قدرته على التكيف‬              ‫المزدحمة بالتعدد والتنوع‪،‬‬
                                                                  ‫ورفع على جنبات هذا الطريق‬
                            ‫والإنتاج لم يصبها الوهن‪،‬‬
                                                                         ‫راياته التي أعلنت عن‬
                            ‫وظل إيمانه بالعلم والخلق‬                 ‫رائد عظيم من رواد العلم‬
                                                                    ‫الاجتماعي‪ ،‬وعلوم الجمال‬
                            ‫القويم ودورهما في تقدم‬                    ‫والإبداع والتذوق والطب‬

                            ‫المجتمعات والأمم لم يتغير‪.‬‬                 ‫النفسي‪ ،‬وقد أهلته هذه‬
                                                                   ‫الريادة إلى تأسيس مدرسة‬
                            ‫والإشكال الذي نطرحه في‬
                                                                     ‫علمية كانت لها أصداؤها‬
                            ‫هذا المقام هو كيف حقق‬                    ‫في داخل مصر وفي العالم‬
                                                                   ‫العربي‪ ،‬وفي المحافل العلمية‬
                            ‫سويف هذا المنجز العظيم‬

                            ‫دون تراجع أو كلل أو يأس‬

                            ‫وقد أحاطت به وبمشاريعه‬

                            ‫كل أسوار الإحباط؟ لقد تغير‬

                            ‫المسرح وتبدلت أشخاصه‪،‬‬

                            ‫وتحولت قيمه على امتداد‬

                             ‫سبعين عا ًما أو أكثر هي‬
                            ‫العمر العلمي الفعلي‪ .‬وعلى‬

                            ‫أية أسس بنى رؤيته؟ وماذا‬

                            ‫كانت البدايات وماذا طرأ‬

                            ‫عليها؟ وماذا بقي منها؟ وما‬
   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186   187