Page 41 - merit 51
P. 41

‫‪39‬‬        ‫إبداع ومبدعون‬

          ‫رؤى نقدية‬

                                                                     ‫فأما أن يتبنوا آراء الأقدمين‬

                                                                     ‫ويصبغونها بصبغتهم أو‬

                                                                     ‫ينقلونها كما جاءت‪ ،‬ومن‬

                                                                     ‫هذا الضرب علم النحو‬

                                                                     ‫والصرف‪ ،‬والأصوات‬

                                                                     ‫اللغوية وما تشمله من‬

                                                                     ‫مخارج للحروف وصفاتها‬

                                                                     ‫وغيرها من قضايا اللغة؛‬

                                                                     ‫وأنا اليوم سأحاول تقليب‬
                                                                     ‫تربة اللغة لع ِّل أزرع‬

                                                                     ‫ورد ًة في تربتها لمعرفة‬

                                                                     ‫مسألة الفوارق بين الظاء‬

                                                                     ‫والضاد‪ ،‬هذان الحرفان‬

                                                                     ‫اللذان يشتركان في كثير‬

                                                                     ‫من الصفات ويلتبسان‬

‫كمال بشر‬  ‫كمال أبو ديب‬                              ‫عبد الوهاب راوح‬   ‫عند كتابتهما لدى كثير‬
                                                                     ‫من الدارسين وحتى عند‬

                                                                     ‫بعض المتخصصين‪.‬‬

   ‫العلياء اليسرى أو اليمنى‪ ،‬ويخرج منه (الضاد)‬      ‫وعلى الرغم أني متأك ٌد أني لن أضيف جدي ًدا في‬
     ‫وخروجها من اليسرى أسهل وأكثر استعما ًل‪،‬‬        ‫سفري هذا لكن حسبي أن أرمي حج ًرا في مياه‬
  ‫ومن اليمنى أصعب وأقل استعما ًل ومن الجانبين‬                                  ‫تفكيري الراكدة‪.‬‬
 ‫م ًعا أعز وأعسر‪ ،‬والضاد أصعب الحروف وأشدها‬
  ‫على اللسان‪ ،‬ولا توجد في لغة غير العربية‪ ،‬ولذلك‬    ‫أو ًل‪ :‬مخرجا الظاء والضاد‬

      ‫تسمى لغة الضاد»(‪ ،)5‬ويرى سيبويه إمكانية‬       ‫ال َّضاد‪« :‬تخرج من إحدى حافتي اللِّسان وما يقابلها‬
 ‫مخرجه من الجانبين إذ قال‪« :‬ومن بين أول حافة‬        ‫من الأضراس العليا‪ .‬سوا ٌء أكان من الجانب الأيمن‪،‬‬
  ‫اللسان وما يليه من الأضراس مخرج الضاد»(‪،)6‬‬
   ‫ومن «أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس‬                     ‫أم من الجانب الأيسر‪ ،‬أو منهما م ًعا»‪.‬‬
 ‫مخرج الضاد‪ ،‬إلا أنك إن شئت تكلفتها من الجانب‬         ‫ال ّظاء‪« :‬تخرج من طرف اللِّسان مع أطراف الثنايا‬
                                                       ‫ال ُعليا‪ .‬وال َّظاء من أحد حروف إخراج اللسان»(‪.)3‬‬
         ‫الأيمن‪ ،‬وإن شئت من الجانب الأيسر»(‪.)7‬‬
‫الظاء‪ :‬عند سيبوبه مخرجه‪« :‬مما بين طرف اللسان‬            ‫ال َّضاد‪ :‬جعلها الخليل مع الجيم والشين في حي ٍز‬
                                                        ‫واح ٍد فقال‪« :‬ثم الجيم وال ِّشين والضاد في حيز‬
     ‫وأطراف الثنايا مخرج الظاء والذال والتاء»(‪،)8‬‬     ‫واحد‪{ ،‬ثم قال}‪ :‬والجيم والشين والضاد شجرية‬
   ‫وهو عند ابن جني «يخرج من بين طرف اللسان‬              ‫لأن مبدأها من شجر الفم‪ .‬أي مفرج الفم‪ .‬وعن‬

       ‫وأطراف الثنايا ولذا جاز الإبدال بينهما»(‪،)9‬‬          ‫الظاء قال‪ :‬ال َّظاء‪« :‬ثم الظاء والذال والثاء في‬
    ‫ومخرجه عند علماء التجويد «طرف اللسان مع‬            ‫حيز واحد‪ ،‬وهي لثوية‪ .‬لأن مبدأها من اللثة»(‪،)4‬‬
‫أطراف الثنايا العلياء‪ ،‬ويخرج منه ثلاثة أحرف هي‬          ‫ويرى صاحب كتاب غاية المريد في علم التجويد‬
   ‫الظاء‪ ،‬والذال والثاء»(‪ ،)10‬وفي كتاب آخر من كتب‬      ‫أن مخرجها «من طرف اللسان مع أطراف الثنايا‬
‫التجويد يرى مؤلفه أن الظاء تخرج من «ظهر طرف‬
‫اللسان مع أطراف الثنايا العلياء‪ ،‬ويخرج منه‪ :‬الظاء‬                                            ‫العليا»‪.‬‬
                                                       ‫ال َّضاد‪« :‬إحدى حافتي اللسان مما يلي الأضراس‬
   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46