Page 45 - merit 51
P. 45

‫‪43‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

               ‫المخارج والصفات ومن ذلك أي ًضا‪:‬‬        ‫وعند الدكتور محمد على الخولي إن حرفي ظ‪ ،‬ض‬
‫الضاد‪« :‬إن صوت الضاد عند القدماء رخو‪ ،‬أما عند‬         ‫من أحرف الإطباق‪ ،‬فالإطباق عنده «سمة تضاف‬
                                                       ‫إلى الصوت إذا ارتفع مؤخرة اللسان نحو الطبق‬
                  ‫المحدثين فهو صوت شديد»(‪.)40‬‬
    ‫الظاء‪ :‬صوت أسناني احتكاكي (رخو) مجهور‬               ‫أي الحنك الأيمن هذا الارتفاع يؤدي إلى تفخيم‬
                                                      ‫الصوت‪ ..‬ويصاحب الإطباق ضيق في الحلق مثل‬
                                      ‫مف َّخم(‪.)41‬‬    ‫ذلك الأصوات‪ /‬ظ‪ ،‬ك‪ ،‬ض‪ ،‬ص‪ ،‬ويدعى الصوت‬
   ‫الضاد‪« :‬صوت أسناني لثوي انفجاري (شديد)‬
‫مجهور مف َّخم‪ ،‬الضاد القديمة ليست أسنانية لثوية‬           ‫صو ًتا مطب ًقا أو مفخ ًما أو محل ًقا»(‪ .)36‬ويذهب‬
    ‫بل هي لثوية حنكية احتكاكية رخوة»(‪ )42‬ويرى‬        ‫المستشرق (برحشترا َسر) إلى أن «نطق الظاء‪ ،‬كان‬
    ‫الدكتور كمال بشر أنه «من المحتمل أن القدماء‬       ‫قريبًا من نطق الضاد‪ ،‬وكثي ًرا ما تطابقتا وتبادلتا‪،‬‬
    ‫أخفقوا في وضع الصفات الصوتية الدقيقة لهذا‬
‫الصوت‪ ،‬إذ ربما أنهم وضعوا صفات الضاد المولَّدة‬          ‫في تاريخ العربية‪ ،‬وأقدم مثال لذلك مأخوذ من‬
    ‫لا الضاد العربية الأصلية‪ ،‬ذلك لكثرة استعمال‬      ‫القرآن الكريم وهو‪( :‬الضنين) في قوله تعالى‪( :‬وما‬
‫الصوت المولَّد وشيوعه على الألسنة عند قيام حركة‬
 ‫التأليف اللغوي»(‪ )43‬وللمستشرق (براجشتراسر)‬              ‫هو على الغيب بضنين)(‪ ،)37‬فقد قرأها كثيرون‬
                                                           ‫بالظاء مكان الضاد‪ ،‬التي رسمت بها في كل‬
                                    ‫رأى مفاده‪:‬‬                                           ‫المصاحف‪.‬‬
   ‫«أن نطق الضاد العربية القديمة يقترب منه نطق‬              ‫وممن قرأها بالظاء‪ :‬أبن كثير‪ ،‬وأبو عمرو‪،‬‬
  ‫أهل حضرموت للضاد‪ ،‬وهو كاللام المفخمة‪ .‬وإن‬
‫أهل الأندلس كانوا ينطقون صوت الضاد مثل نطق‬           ‫والكسائي(‪ ،)38‬ويرى رمضان عبد التواب «أثر هذا‬
                                                      ‫الخلط بين الضاد والظاء‪ ،‬في بعض البلاد العربية‬
                    ‫أهل حضرموت في اليمن»(‪.)44‬‬           ‫في أيامنا هذه‪ ،‬ومنه نطق العراقيين للضاد نط ًقا‬
       ‫وقد حصر الفيروزبادي ألفاظ الظاء المحملة‬        ‫مشاب ًها للظاء‪ .‬وليس هذا الأمر خا ًّصا بالعراقيين‬
   ‫بالكلمات التالية‪( :‬النظر‪ ،‬الظهر‪ ،‬الظلال‪ ،‬العظيم‪،‬‬
    ‫اللفظ‪ ،‬الحفيظ‪( ،‬اليقظة بمعنى الانتباه) الغلظة‪،‬‬        ‫فحسب‪ ،‬بل إن أهل تونس يخلطون في أيامنا‬
   ‫الغظاظة‪( ،‬الظفر من السباع) (الظفر الانتصار)‪،‬‬         ‫هذه بين الضاد والظاء فينطقونهما قريبتين من‬
 ‫الغيظ‪( ،‬الكظم عدم إظهار ما يجرح)‪ ،‬الحظ‪( ،‬الظمأ‬          ‫الظاء»(‪ ،)39‬إن الحديث عن هذين الحرفين كثير‬
 ‫العطش) الظن‪ ،‬الوعظ‪( ،‬الحظر المنع) (العظ بمعنى‬          ‫ومتشعب ولن نستطيع في عجالة أن نحيط بكل‬
  ‫الجور والش ّدة‪،‬وخلافها عض الأسنان)‪ ،‬الحنظل‪،‬‬         ‫أطرافه لكننا نحاول أن نقف عند أهم النقاط التي‬
‫القارظ‪( ،‬الظرف‬                                           ‫ذكرت عند علماء اللغة والتجويد والصرف مع‬
     ‫من الظرافة‬                                       ‫الاختلافات التي وردت في هذا الشأن بخصوص‬
       ‫للرجل)‪،‬‬
    ‫اللحاظ جمع‬
   ‫لحظ‪( ،‬التلمظ‬
  ‫لوك الإنسان‪،‬‬
     ‫الظير»(‪.)45‬‬
 ‫ومن أمثلة هذه‬
    ‫الفوارق بين‬
  ‫هذين الحرفين‬
‫في الكتب العربية‬
  ‫نسوق ما يلي‪:‬‬
      ‫أمثلة على‬
   40   41   42   43   44   45   46   47   48   49   50