Page 42 - merit 51
P. 42

‫العـدد ‪51‬‬  ‫‪40‬‬

                                                      ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬

‫الدكتور كمال أبو ديب (بالتناوس) في إطار التحليل‬                                     ‫والذال‪ ،‬والثاء»(‪.)11‬‬
    ‫البنيوي‪ ،‬أما أستاذي الدكتور عبد الوهاب راوح‬           ‫ويرى المبرد أن الظاء هي أحد الأحرف اللسانية‬
                                                      ‫الأسنانية حيث يقول‪« :‬ومن طرف اللسان وأطراف‬
 ‫فينظر في إطار الصوت والدلالة في اللهجات اليمنية‬
 ‫إلى أن الظاء‪« :‬اختفى تما ًما في كل اللهجات اليمنية‪،‬‬           ‫الثنايا العليا مخرج الظاء‪ ،‬والثاء‪ ،‬والذال»‪.‬‬
                                                        ‫الضاد‪ :‬أما الضاد فيخرجها من الشدق الأيمن أو‬
   ‫وحل محله صوت الضاد في كل سياقات الكلام‪،‬‬               ‫الأيسر بحسب فصاحة لسان الشخص يقول في‬
   ‫وجرى له في اللهجات‪ ،‬اليمنية ما جرى له أي ًضا‪،‬‬      ‫ذلك‪« :‬ويتلوا ذلك مخرج الكاف بعدها مخرج الشين‬
   ‫في كثير من اللهجات العربية‪ ،‬ولعل هذا الصوت‬           ‫ويليها مخرج الجيم ويعارضها الضاد ومخرجها‬

     ‫أول الأصوات العربية التي ينالها التحريف أو‬           ‫من الش ْدق‪ .‬فبعض الناس تجري له من الأيمن‪،‬‬
   ‫التطور بالاتجاه نحو الضاد‪ ،‬فإذا نظرنا إلى بابه‬                    ‫وبعضهم تجري له من الأيسر»(‪.)12‬‬
 ‫في أحد المعاجم العربية نلاحظ أنه من أفقر الأبواب‬
                                                      ‫رأي المحدثين في مخرجي الضاد والظاء‬
      ‫في المعاجم العربية‪ ،‬وبمقارنته مع باب الضاد‬
     ‫نلاحظ أن المواد التي قيدت تحته حوالي (‪)47‬‬            ‫لا يختلف المحدثون كثي ًرا في آرائهم مع القدماء‬
  ‫مادة‪ ،‬معظمها له أماكن وبعضها (حشو وغريب)‬                ‫ولعل الاختلاف الطفيف الذي حصل بينهما هو‬
   ‫في حين أن المواد التي قيدت تحت الضاد حوالي‪:‬‬        ‫نتيجة لتدخل الآلة الحديثة التي استطاعت أن تقيس‬
 ‫(‪ ،)227‬ولا بد أن يكون هذا الفقر والضعف ذوق‬             ‫دقة اهتزاز العضو الصوتي بالدرجة الرقمية‪ ،‬أما‬
  ‫عام تحكمه نظرية السهولة والتيسير‪ ،‬وبذلك كثر‬         ‫الثوابت أو الأصول فقد وضعها القدماء من الخليل‬
 ‫الخلط بين (الظاء) و(الضاد) قدي ًما وحديثًا وشكل‬      ‫(ت»‪175‬هـ) مرو ًرا بسيبويه والمبرد (ت‪285:‬هـ)‪،‬‬
‫للآخر إربا ًكا كبي ًرا في الخلط بين تفسيرات اللغويين‬      ‫ابن جني (ت‪102:‬هـ)(‪ ،)13‬وإن اختلفوا قلي ًل في‬
‫لمخرجه وصفاته‪ .‬وقد أثار هذا الخلط والإرباك عد ًدا‬        ‫عدد المخارج التي أدت إلى اختلاف أماكن خروج‬
     ‫من الباحثين فأقاموا حوله مؤلفات عديدة»(‪.)16‬‬
 ‫الضاد‪ :‬يظل الاستخدام اللغوي للحرف هو المعيار‬               ‫الأحرف؛ ويقول رمضان عبد التواب «وبيننا‬
    ‫الحقيقي لحيوية الكلمات أو الحروف‪ ،‬وتختلف‬             ‫وبين قدامى اللغويين من العرب‪ ،‬خلاف في عدد‬
   ‫الشعوب في استعمالاتها اللغوية للحروف‪ ،‬فحين‬
  ‫كان هذا الحرف في اليمن هو الأكثر استخدا ًما لما‬          ‫المخارج للأصوات العربية‪ ،‬وفي تحديد مخارج‬
 ‫ذكر الدكتور راوح نجده في العراق منكفئًا بحسب‬          ‫بعض الأصوات»(‪ ،)14‬وما يهمني في هذا البحث هو‬

                                                                                            ‫مخرجي‪:‬‬
                                                                       ‫الضاد والظاء حيث جاءت عنده‪:‬‬

                                                                              ‫الظاء‪ :‬أسنانية مع‪ :‬ذ‪ ،‬ث‪.‬‬
                                                                 ‫الضاد‪ :‬أسنانية لثوية مع‪ :‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ط‪ ،‬ز‪،‬‬
                                                                   ‫س‪ ،‬ص(‪ .)15‬وهذان المخرجان قد جاءا‬
                                                                 ‫ضمن عشرة مخارج في الجهاز النطقي‬

                                                                                         ‫عند الإنسان‪.‬‬
                                                                  ‫وتظل الحروف العربية محط اختلاف‬

                                                                      ‫بين دارسي اللغة‪ ،‬وذلك يعود إلى‬
                                                                        ‫تجدد حركتها في إطار المنظومة‬

                                                                 ‫الصوتية واختلافها المتعدد في التركيب‬
                                                                        ‫الصوتي للكلمة في إطار السياق‬

                                                                    ‫العام للنظم‪ ،‬كما هو في نظرية النظم‬
                                                                       ‫عند الجرجاني‪ ،‬وكذلك ما يسميه‬
   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47