Page 62 - merit 51
P. 62
العـدد 51 60
مارس ٢٠٢3
شعيب خلف
الميا ُه المالح ُة تهري جو َف الإب ِل،
كما يهري ال ِم ْقَر ُن رقب َة الثوِر
ال ِقما ِط في ع ِّشه للخري ِف ،المساف ُة طويل ٌة حتى اقتما ِح الرصا ُص يسق ُط في حجري وأنا جال ٌس أما َم التلفا ِز
ال ُب ِر ،والخات ُن َق َل َف الأشجا َر المورق َة دو َن أن يض َع أسم ُع الأخبا َر ،ساع َتها رأي ُت الشم َس تنحش ُر في
ُق ْل َف َتها في ميا ٍه جاري ٍة لحظ َة الإشرا ِق ،فأصابها
العج ُز دو َن أن تدخ َل في تجرب ٍة جريئ ٍة مع سجلا ِت س ِم الخيا ِط ،ورأي ُت الد َم يمل ُأ وجهي حي َن يطي ُر من
المعرف ِة. جنبا ِت الخريط ِة ،الشو ُك ور ٌد مزده ٌر يغطي المساف َة
الميا ُه المالح ُة تهري جو َف الإب ِل ،كما يهري المِ ْق َر ُن
رقب َة الثو ِر ،كذلك تفع ُل الأسعا ُر القازح ُة بقل ِب بين الحاجبين ،لا سلط َة لغي ِر الرم ِل في مجال ِس
السفين ِة الغارق ِة ،القرو ُي لا يعر ُف لعب َة ال َق َره ُجوز، ال ِقط ِط ،والجمي ُل المُ َق ْط َق ُط ي َق ِط ُم كعك ًة حجرية،
لا يجي ُد الكلا َم وهو مخت ٍف بينما الستار ُة أما َم
القرني ِة تنهي فع َل المواجه ِة. يقضق ُضها فتسق ُط منه في ال ِقط ِر ،تستح ُم حمو َم
ابن ال َلبون استكم َل الثالث َة ودخ َل في الرابع ِة ،لا العرائ ِس ،ثم تخر ُج إليه إل ًها صغي ًرا من الثل ِج،
تهمه الري ُح التي سكن ْت ،ولا السفين ُة التي وقف ْت، يجتم ُع حو َله قطي ٌع من اللبؤا ِت ،يحملن علي أكتافهن
فقطع لبِان َها دو َن معرف ٍة ،وهو يلع ُب مع النوار ِس مقاط َف الأحلا ِم ،ال َق َطا ُة لا تعي ُش بيننا ولا حتى
فو َق المو ِج ،هي في المنتص ِف تما ًما ،تبح ُث عن فتوى
العرافين ،ونعي ِق البو ِم علي شاط ِئ الدهش ِة ،والمدى القواط ِع المهاجر ِة بين الفصو ِل ،لا تضع مناقي َرها
في َق ْع ِب الطيو ِر المنزلي ِة ،ولا تطل ُب من ال َق َّطان ثو ًبا
قش ٌة غارق ٌة ،سقطت من شجر ٍة جائع ٍة في غاب ِة من الرم ِل الذي تعشقه ،لأن خيو َط الأنسج َة صار ْت
المنفي ،ما زال يل ُّت ويعج ُن الطي َن داخ َل الهيك ِل، موض ًة قديم ًة ،وهي في حاج ٍة للتقم ِش في استقبا ِل
ليصن َع (لا ًتا) جدي ًدا لا تعر ُفها ثقي ُف ولا قري ُش ،لا
يعر ُف أن هناك رسال ًة جديد ًة في أحشا ِء السهو ِل، الضيو ِف ،خبير ٌة هي في رب ِط ال ِقي َطا ِن على َق َطنِها
تلح ُم الأر َض بالسما ِء بال َّسدي ،فيذو ُب ال َّس ِدي ُم المنفو ِش الذي تطار ُده تعويذا ُت من الق ِش في ُق َل ِّل
الرقي ُق ويلبسُ الرملَ ،فنستطيعُ الكتابةَ. الجبا ِل.
الري ُح الرخو ُة وح َدها من تسق ُط حم َلها في البح ِر،
حين تقف ُش صور َتها المقموص َة في الما ِء تأكلها
الأشجا ُر المقلم ُة في رحل ِة الشتا ِء ،فتتقفق ُف في
الصي ِف في ع ِز ال َقلا َء ِة حين تحتد ُم الألوا ُن في عيو ِن
ُق ْم ِر ٍي مراو ٍغَ ،ي ْق ِمط طو َقه جي ًدا ويحتف ُظ بباقي