Page 58 - merit 51
P. 58

‫العـدد ‪51‬‬  ‫‪56‬‬

            ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬

‫حصن الزيدي‬      ‫السلطة الذكوري‪ ،‬لكن الابنتين تنتقمان من هذا‬
             ‫التغافل‪ ،‬والتهميش الذكوري‪ ،‬وتتهكمان على سلطة‬

              ‫الشيخ‪ ،‬عندما تقيمان علاقات متعددة مع حراس‬
                                                   ‫الحصن‪.‬‬

                      ‫ترتبط الرواية بعلم المجموعات البشرية‪،‬‬
                    ‫الإثنوجرافيا التي تعني بدراسة المجموعات‬

                     ‫البشرية‪ ،‬وأنشطتهما‪ ،‬وتقاليدها‪ ،‬وطرائق‬
              ‫تفكيرها‪ ،‬وأعمالها المنزلية ‪johnd.bkemer ethn‬‬
            ‫‪ ،ograhy,open university press‬حيث يهتم علم‬
            ‫الإثنوجرافيا بدراسة الشعوب البدائية‪ ،‬باعتبار أنها‬
             ‫تمثل الطفولة للمجتمع الحديث المعقد‪ ،‬نظ ًرا لضيق‬
             ‫حجم الشعوب من الناحية الكمية والعددية‪ ،‬ونظ ًرا‬
             ‫لبعدها عن المؤثرات الخارجية‪ ،‬والبطء الذي يتجلي‬
               ‫في تطورها (حسين فهيم‪ ،‬قصة الإنثروبولوجيا‪،‬‬

                   ‫فصول في تاريخ علم الإنسان‪ ،‬عالم المعرفة‪،‬‬
                      ‫الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،98‬فبراير‪ ،1986‬ص‪)14‬‬

                   ‫بينما يوسع جميل حمداوي من مجال بحث‬
              ‫الإثنوجرافيا‪ ،‬ليشمل المجتمعات المعاصرة المدنية‪،‬‬

                ‫وليست البدائية‪ ،‬كما أنه يلحظ أن الغرب نفض‬
             ‫يده من دراسة المجتمعات المتخلفة والبدائية‪ ،‬لينقل‬
            ‫المجال إلي دراسة المجتمعات الغربية ذاتها‪( .‬د‪.‬جميل‬

                ‫حمداوي‪ ،‬مقومات البحث الإثنوغرافي‪ ،‬صحيفة‬
                                        ‫المثقف‪ ،‬العدد ‪)5195‬‬

               ‫تتبني رواية حصن الزيدي مفهوم الإثنوجرافيا‬
               ‫روائيًّا‪ ،‬حيث تعرض لحياة المهمشين الخدام‪ ،‬أو‬
              ‫فئة العبيد‪ .‬فالعبيد لهم أماكنهم الخاصة‪ ،‬وعليهم‬
            ‫مهام محددة‪ ،‬لا يتجاوزونها‪ ،‬أو يرتقون إلى شرائح‬
            ‫طبقية أعلى من فئتهم المجتمعية‪ ،‬هم خدام في حصن‬
             ‫الزيدى‪ ،‬لكن الإيروتيكي الذي تثيره حكاية حمامة‬
               ‫التي امتطى جسدها عنصيف برضاها‪ ،‬وخططت‬
              ‫هي لكى يحدث ذلك‪ ،‬مضحية بمن ارتبطت به من‬
            ‫طبقتها‪ ،‬فلم يغفر لها المجتمع اليمني النسوي داخل‬
             ‫الحصن جرأتها على كسر هذا الحاجز‪ ،‬فيقع عليها‬
              ‫العقاب‪ ،‬ويمتد إلى ابنتها‪ ،‬إمعا ًنا في رفض العلاقة‪،‬‬
             ‫وعدم الاعتراف بها‪ ،‬لكن الغريب أن مرداس يشعر‬
              ‫بتعاطف مع زهرة‪ ،‬لكنه لا يبوح‪ ،‬أو يعترف بأنها‬
                ‫ابنة عنصيف‪ ،‬وبما أن حمامة من طبقة الخدام‬
            ‫فهي العنصر الطالب والمتمني والساعي إلى العلاقة‪،‬‬
              ‫الإثنوجرافيا قامت بالتحليل تارة‪ ،‬وقدمت النتائج‬
   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63