Page 53 - merit 51
P. 53

‫‪51‬‬         ‫إبداع ومبدعون‬

           ‫رؤى نقدية‬

                                                                             ‫ل ْم يح ِم ْل سي ًفا ولا رم ًحا‬
                                                                                            ‫في ي ِد ِه‪،‬‬
                                                                             ‫اكتفى بأن وقف في َتلَّ ٍة‬
                                                                             ‫ِيتبرا ًعىا‪،‬كيوالفآل َته ُْةس ُقع ُلطىال َمُّن ْقف ُرو َب ٍُةس‬
                                                                               ‫ا ِمل ْن ُحه‪،‬كا َتي ْن ِة‪ُ.‬س(ُج َصح ِف‪2‬ي‪-َ 1‬ف ‪،13‬‬

                                                                             ‫ج‪)1‬‬

                                                                             ‫فجائعية الرؤيا في هذا‬

                                                                             ‫العمل‪ ،‬إذا‪ ،‬تبدو واضحة‬

                                                                             ‫تما ًما حتى للعين العجلى‪،‬‬
                                                                             ‫وهي رؤيا تمتد إلى الحفر‬

                                                                             ‫في مخزون الذات والذاكرة‬

                                                                             ‫الإنسانية بعنف شديد‪،‬‬

                                                                             ‫وبقسوة وتص ٍّد مضاد‪،‬‬
                                                                             ‫أي بمواجهة هوميروس‬
‫جيل دولوز‬  ‫جيرار جينيت‬                                          ‫أمبرتو إيكو‬     ‫والتصدي لمثالبه من‬

                                                                ‫خلال إعادة تمثيل الحكاية وفق رؤيا جديدة‪ .‬يقول‬

                                              ‫و‬                              ‫الشاعر على لسان أوديسيوس‪:‬‬
                                            ‫لاااا‬                                                   ‫‪َ ِ -‬ل‬
           ‫الأر ُض دار ْت تحت َن ْع َلَّ ِ ُل َو ِّس َع َخطوي‪،‬‬  ‫الأر ُض و ْحدي ضاق ْت بي في أقاصي ُظ ْلما ٍتها؟‬
                                             ‫أو‬
   ‫ل َأ ُجو َبها عاب ًرا حيث تكون بلادي؟ (ص‪-97 -96‬‬                                                     ‫ِ َل‬
                                       ‫‪ ،98‬ج‪)2‬‬                               ‫أنااا‬
 ‫هنا تحدي ًدا تكمن قيمة السرد الميثولوجي المضاد‪ ،‬في‬
  ‫هذا العمل‪ ،‬ب َع ِّد ِه نس ًقا مضم ًرا يتصدى لكل أشكال‬                      ‫هنا‬
 ‫الهيمنة والزيف‪ ،‬شع ًرا وتسري ًدا‪ .‬والتسريد كما يراه‬
    ‫جيل دولوز‪« :‬هو التخليق الواعي لنوع مغاير من‬                                  ‫ح ْي ُث‬
   ‫السرد‪ ،‬يطرح تغايره في كل ثنايا العمل من طريقة‬                             ‫لااااا ِبلا َد‪،‬‬
 ‫الحكي‪ ،‬إلى العلاقة المغايرة بين ما يدعوه الشكليون‬                           ‫حيث المرايا ُتجاو ُر الما َء‪،‬‬
     ‫الروس بالحكاية ‪ Fabula‬والحبكة ‪ Sjuzhet‬إلى‬                                                  ‫و‬
     ‫طبيعة البنية السردية ذاتها وطريقة تعاملها مع‬
                   ‫الشخصيات أو تقديمها لها»(‪.)7‬‬                              ‫لاااا‬
      ‫إن الرؤية المتصدية للمثالب الهوميروسية‪ ،‬عند‬                            ‫ُزرق َة تطفو على المِل ِح؟‬
   ‫صلاح بوسريف‪ ،‬قد وصلت مداها الفجائعي عبر‬                                   ‫َ ْل‬
     ‫مكر كتابي مغاير لما هو متعارف عليه في الشعر‬                             ‫أُنا ِفس الآلهة‬
 ‫العربي وغيره‪ ،‬حسب علمنا‪ ..‬مكر يجمع بين بنيتين‬
‫فنيتين‪ ،‬بنفس ملحمي أسطوري مقصود‪ .‬يتعلق الأمر‬                                 ‫و‬
  ‫ببنية «تشعير السرد» وبنية «تسريد الشعر»‪ .‬وهذا‬                                        ‫لاااا كن ُت نص َف إل ٍه‪.‬‬
                                                                                 ‫أنا بش ٌر ب ُك ِّل ُلحمي وال َّد ِم‪.‬‬

                                                                                                      ‫ِ َل‬
                                                                             ‫ُح ِش ْر ُت في هذا القف ِص القص ِّي‪،‬‬

                                                                                                     ‫لاااا‬

                                                                             ‫أناااا عر ْف ُت أين أناااا‪،‬‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58