Page 56 - merit 51
P. 56
العـدد 51 54
مارس ٢٠٢3
د.زينب العسال
التاريخ ..الملاذ الأخير:
للدفاع عن الواقع
في حصن الزيدي
اهتمت الرواية بالدفاع عن حق المرأة في العيش الكريم ،وأن تكون
فاعلة لها إرادتها ،حاولت تقويض دعائم وأسس الأمر الواقع ،والأحكام
الجاهزة عن المرأة ،وخلخلة نظام سلطة السادة والإمامة ،ومن ثم فقد
تماس عالما السادة والعبيد ،بل تداخلت المصائر في تراجيدية مؤلمة.
حاولت شادن ابنة شنهاص أن تكسر التابو والحاجز بين عالمي السادة
والعبيد ،تركت أمها ،وهربت مع زهرة ومعها البندق بح ًثا عن الحرية،
في محاولة منها اللالتقاء بوالدها شنهاص ،لكن الرواية تتبني فكرة أن
هذه الطبقة تعاني اختلال مفهوم الشرف والعفة ،فشادن -كي تستطيع
الهروب من الحصن -تستخدم جسدها لغواية الحارس!
ما نوع الصراع في رواية حصن الزيدى؟ تعد كتابة الرواية التاريخية هرو ًبالم
إنه صراع متشعب ،عنيف ،وقاس ،صراع سلطات من الكاتب لمناقشة قضايا وإشكاليات
نهمة ،تريد مزي ًدا من السيطرة على مقدرات اليمن، الواقع ،بل هي رؤية لتحليل الواقع الآني
المأزوم الذي يعيشه .الغربي عمران كاتب مهموم
صراع متعد الوجوه ،ديني وقبلي وعسكري بمشكلات وطنه ،ومعاناة أهله ،استمدت رواياته
وشعبي وتحرري .ثمة حلقات متتالية من السلطات روحها ،وبنيتها السردية ،من التاريخ ،مثل مصحف
أحمر وظلمة يائيل ،وفي روايته حصن الزيدى تبدو
الحاكمة ،كل واحدة لها أطماعها ،تحاول السيطرة القضية أكبر من مخاتلة الماضي ،والافتتان به ،فهو
علي سكان الوادي الخصيب ،فض ًل عن صراع يكتب عن تاريخ قريب عاشه اليمنيون ،لعلها فترة
نسوي ،معلن تارة ،وخفي أخرى ،صراع أداره ما قبل الثورة اليمنية في عهد الزيديين ،فترة حبلي
الغربي عمران بحساسية وشفافية ،حيث لعبت
النساء دو ًرا لا يمكن إنكاره ،حسم الصراع في بالأحداث والتوترات ،وتنذر بالثورة.
بعض الأحيان ،وأخفق في أحيان أخرى ،وفي كل