Page 139 - merit 54
P. 139
137 تجديد الخطاب
عندما قال للباشا أثناء انعقاد الشائعات بين العامة وغيرهم: بعض المشايخ ،ومن بينهم نقيب
المؤتمر الذي أمر به« :ونرجوا «بأنه تاب عن الظلم ..وأنه نذر الأشراف الشيخ «محمد الدواخلي»
من أفندينا ..الإفراج عن الرزق على نفسه أنه إذا رجع منصو ًرا
الإحباسية»( ،)63ول ْم تسفر هذه الذي تولي النقابة بعد موت
المحاولة عن وعود أ ْو أ ِّي شىء واستولى على الحجاز ،أفرج الشيخ «محمد بن وفا السادات»
آخر .وسببت هذه الإجراءات للناس عن حصصهم ورد الأرزاق في مارس عام ،1813يذكر علي
التي قام بها محمد علي لإخضاع مبارك أنه« :ركب الخيول ولبس
الأوقاف ،في حالة ارتباك شديدة إلى أهلها ..وزادوا على هذه التاج ..ورأي إقبال الباشا عليه..
في المؤسسات الوقفية ،ظهر ذلك الإشاعة أنه فعل ذلك في البلاد فقال له الله يحفظ حضرة أفندينا
القبلية ،ورد كل شيء إلى أصله،
من كثرة الالتماسات المقدمة فل َّما علم محمد علي بشأنها أمر وينصره على أعدائه ونرجو
للباشا بخصوص إصلاح بضربهم وطردهم ففعلوا ورجعوا من إحسانه بعد هدوء سره
خائبين»( .)62وأن هذه الإشاعات وسكون هذه الفتنة ،أن ينعم علينا
المساجد؛ إ َّل أ َّن ذلك ل ْم يمنع ويجرينا على عوائدنا في الحمايات
الواقفين من أن يقدموا على التي كانت تنتشر بين حين والمسامحات ،وفي كل ما يتعلق
الوقف ،فنلاحظ في الفترة من وآخر كان مصدرها على ما يبدو بنا من خصوص الالتزام والرزق،
1815 -1809تسجيل العديد الضعف الاقتصادي ،الذي ُمني به فأجابه بقوله :نعم يكون تمام ما
من حالات الوقف( .)64وهي ذات المستفيدون من أراضي الأوقاف، أشرتم به من الإفراج عن الرزق
الفترة التي حدث فيها الاصطدام أ ْو الالتزام ،بعد سلبها منهم ،ومن الإحباسية في المساجد والفقراء».
المباشر مع مؤسسة الأوقاف. لكن شيء من ذلك لم يحدث؛
وهذا يعكس لنا العقيدة الراسخة ثم تراجع هيئتهم الاجتماعية. ثم (خلعه) محمد علي من نقابة
في أذهان الواقفين من ضرورة الأشراف وألبس الخلعة للشيخ
الإقدام على الوقف كعمل خيري، الاعتراض الأخير على البكري ،وزاد على ذلك بأن نفاه
حتى في أحلك الأوقات ،وهم الباشا إلى قرية دسوق عام 1231هـ/
يعلمون أن جز ًءا من ريع الوقف
أ َّما المحاولة الثالثة والأخيرة لرفع 1816م(.)61
سيذهب كضريبة. الضرائب عن الأوقاف ،قام بها وبعد عودة الباشا من الحجاز
مما سبق يتضح أ َّن التسوية الشيخ الشنواني شيخ الجامع في 23يونية ،1815انتشرت
الأزهر في 13سبتمبر ،1815
النهائية المتعلقة بالرزق
الإحباسية؛
كانت تتمثل
في فرض
ضريبة الميري
-الخراج-
التي تحصلها
الحكومة
شأنها في ذلك
شأن أراضي
القري ،ويتلقي
المستفيدون بها
معاشات مدى
الحياة لا يمكن