Page 123 - Nn
P. 123

‫نون النسوة ‪1 2 1‬‬

                                                               ‫الأحوال الشخصية والطلاق‪،‬‬

                                                               ‫حيث تصف تقاعس المحاكم‬

                                                               ‫المصرية‪ ،‬وتحيزها ضد المرأة‬

                                                               ‫التي تطلب الطلاق دفا ًعا عن‬
                                                               ‫كرامتها وحريتها الشخصية‪،‬‬

                                                               ‫لأنها تفتقد الحنان والحب‬

                                                               ‫والرحمة في مجتمع ذكوري لا‬

                                                               ‫يرحم‪ ،‬يتعامل مع المرأة كهامش‬

                                                               ‫ضعيف لا يعول عليه‪ .‬على‬

                                                               ‫الرغم من أنها هي التي تهب‬

                                                               ‫الحياة للمجتمع‪ .‬حيث تومئ‬

                                                               ‫كلمات مرسال عن الأرشيف‬

                                                               ‫الهالك الخاص بعنايات الزيات‪،‬‬

                                                               ‫إلى أنه قد تم تدميره عن عمد‪،‬‬

                                                               ‫وطمس ملامحه‪ ،‬وهي إشارة‬

‫يحيى حقي‬  ‫فيليب لوجون‬                                 ‫طه حسين‬   ‫تهدف إلى الوأد المبكر للمرأة‬
                                                               ‫المبدعة التي تبحث عن حريتها‬

 ‫لكتابات نجيب محفوظ‪ ،‬يحيى حقي‪ ،‬وطه حسين‪.‬‬                   ‫في مجتمعها‪ ،‬فتقول مرسال‪« :‬تدمير أرشيف‬
‫بل انتقدت موقف عنايات وذهابها لمحدودي الموهبة‬         ‫عنايات الشخصي‪ ،‬بدا لي مثل كارثة في أول الأمر‪،‬‬

  ‫(منصور ومحمود‪ ،‬والسباعي) فغرروا بها‪ ،‬ولم‬             ‫لكن غيابه جعلني أتتبع أثر ما تم طمسه‪ ،‬جعلني‬
                                     ‫ينصفوها‪.‬‬          ‫أفكر أن طموحي ليس عرض حياتها في صفحات‬
                                                        ‫كتاب‪ ،‬عرض حياة شخص ميت هو مشاركة في‬
          ‫يوميات عنايات الزيات‬
                                                               ‫التسطيح والتفريغ المستمر للماضي»(‪.)8‬‬

          ‫ارتكزت إيمان مرسال على اختيار بعض النماذج‬    ‫فيبدو أن الأرشيف الهالك كان سببًا رئي ًسا في‬
          ‫الأدبية من نصوص عنايات الزيات‪ ،‬حيث تحمل‬      ‫تحريض مرسال على البحث عن الأثر‪ ،‬لأن الأثر‬
                                                      ‫يمتلك جاذبية الحضور والمطاردة الليلية والأفكار‬
‫الداخلية التي تعيش في اللاوعي‪ ،‬حاولت الكاتبة أن هذه النصوص‪ /‬اليوميات التي كانت تكتبها عنايات‬
          ‫ترصد بدقة وتسد فراغات الأرشيف الهالك لعنايات رؤيتها للحياة ولما حولها‪ ،‬فتقول عنايات الزيات‪:‬‬
          ‫«نحن لا نملك أح ًدا‪ ،‬ولا يملكنا أحد‬
          ‫الحياة تتغير‪ ،‬والأشخاص‪ ،‬ولا شيء يبقى‬                 ‫الزيات‪ ،‬بل تخمن أو تلجأ إلى التأويل الذاتي‬

                       ‫حتى الأبناء‬                             ‫المنطقي الذي يستند إلى براهين وأدلة راسخة‬

          ‫حتى الذين تكونوا بداخلنا وتغذوا على دمائنا‬  ‫تمكن الكاتبة من الوصول إلى أثرها المفقود‪ ،‬بل لم‬

                                                      ‫تتطرق إيمان إلى تسطيح فكرتها‪ ،‬بل كانت تحفر‬
          ‫بقوة تحت جدران الثقافة التي أودت بحياة عنايات ودفعنا ثمنهم آلام المخاض المروعة‬
          ‫حتى هذا الذي ورث بعض صفاتي‪..‬‬
                                                      ‫نفسها‪ .‬طرحت إيمان رأيها في كتابات مصطفى‬
                       ‫وملامحه ملامحي‬
                                                      ‫محمود‪ ،‬وأنيس منصور ويوسف السباعي‪ ،‬حيث‬
          ‫حتى هذا الذي ابتسامته ابتسامتي‪..‬‬
                                                               ‫كان ثلاثتهم يشغلون الدرجة الثانية في الكتابة‬

          ‫وإصبع قدمه الصغيرة المعوجة‪ ..‬مثلها بقدمي‬             ‫الأدبية‪ ،‬مستغلين علاقتهم بالسلطة السياسية‪،‬‬

          ‫حتى هذا الذي أرضعته مع اللبن‪ ..‬حبي‬          ‫حيث تشير إليهم إيمان بأنهم كانوا سببًا في لجوء‬
                     ‫حتى هذا الذي أرقت‪ ..‬لينام‬        ‫عنايات للانتحار بسبب زيفهم وأكاذيبهم‪ ،‬وتنتصر‬
   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127   128