Page 129 - Nn
P. 129
نون النسوة 1 2 7
التي «تغادر الرقة إلى أدب الأظافر الطويلة» على
حد تعبيره ،وعلى عكسه ما تم طرحه في مقدمة
مصطفى محمود لكتاب عنايات واص ًفا أسلوبها
بالرقة والعذوبة ،يبدو أن تأثير راشمون عن
عنايات يظهر في القناعات الراسخة عن أدب المرأة
في تلك الفترة ،يكشف هذا التأثير مدى سيطرة
الهيمنة الذكورية على الوسط الثقافي وانعكاسه
على عنايات الزيات ،الذي كان انتحارها «صرخة
احتجاج على الزي العسكري المتمثل في كل تلك
الجهات» ،تجسيد للثورة كفكرة خيالية في بدايتها
وتقاطعها مع ماكينة الثقافة الناصرية على حد قول
مرسال.
ومثل الانكسار الضوئي من خلال المنشور
الزجاجي والانحناء في اتجاهات لا حصر لها،
الروايات التي تنسجها الذاتية على الأفراد ،تتطلب
منا فك تشابكها وإعادة تمثيل قصة جديدة ،مما
يسمح أن تصبح هوياتنا السردية مرنة عندما
تنثني وتتمدد عن طريق تتبع الأثر ،لذا ،سواء كنت
ترى عنايات ضحية ،أو تتحمل مسؤلية موتها،
هناك لحظة تشابك أو تقاطع تحول هذا الأثر إلى
دليل روحي للتتبع ،ولهذا فإن رواية الشخص الذي
تعتقد أنك تعتمد عليه يعتمد على ما يراه الآخرون
كذلك ،وغالبًا على ما يقولونه أي ًضا.
تفرد مرسال في كتابها تقاطعات تاريخية مع تلك
الفترة لدرجة امتدت لفصول طويلة كاملة كان من
الممكن تفادي طول السرد بها ،وتوثيق لقضايا
مؤسسية هامة كالهالك في الأرشيف المؤسسي،
الذي تناولته بشكل أقصر بهدف عدم إعاقة
تسلسل السرد والوصول للتأثير المطلوب.
إنها رواية عن الموت
تتناول رواية الحب والصمت ظواهر نفسية تظهر
في شخصية البطلة «نجلاء» ،الاكتئاب ،الاغتراب،
كذلك تساؤلاتها عن معنى الحياة في مواجهة الموت،
بل وتضع الموت كأول طريق للمعرفة ،فالقاريء
لا يعرف اسم البطلة إ َّل بعد اكتئابها وموت أخيها،
تكتب عنيات« :أصبح اسم أخي يترادف في ذهني
مع سؤالي الدائم عن الموت ..وتخيلته أر ًضا مجهولة