Page 132 - Nn
P. 132
العـدد 35 130
نوفمبر ٢٠٢1 عبد الوهاب الملوح
الطائر الذي مات وهو يحلق
في السماء
في شجرة العائلة الكبرى ،ولئن أوهمتنا أي ًضا «هناك عزيمة للقطع مع العالم من أجل التحام
-وبشكل جدي قد ينطلي وفق السياق السردي
للبحث -أنها تؤرخ بشكل آخر للفنانة الكبيرة أفضل مع الحياة في تعددها واكتشاف الخلق
الفني ،وهو ما يرفضه الواقع» ..هذا ما َخلُ َص
نادية لطفي ،غير أنها في الحقيقة ذهبت بهذا
الكتاب نحو الأبعد ،فهو فأس تهشيم الأصنام؛ إليه جورج باطاي من خلال دراسته لرواية
«مرتفعات وذرنغ» لإيميلي برونتي .وهو ما
فالكتاب يدشن بدايته بالنفي القطعي وتركيز ينطبق تما ًما على عنايات الزيات من خلال سيرة
أولى أسس الحيرة المُش ِّوشة للذهن: حياتها كما تعرضها موسوعة ويكيبيديا ،وليس
كما تعرضها إيمان مرسال في كتابها «في أثر
«لم تذهب بولا إلى الجنازة ولا تعرف أين تقع عنايات الزيات» ،ولو أن هناك وجوه تشابه
المقبرة» ..افتتاحية قاتمة وصادمة كما لو أن كثيرة بين إيميلي برونتي وعنايات الزيات،
هذا الكتاب فم قبر مفتوح يستعد لابتلاع كل ولا يتعلق الأمر هنا بدراسة حول الجندرية
شيء ،لولا أن اسم بولا كان النقطة الوحيدة والكتابات النسوية ،ومن المهين ج ًّدا لصاحبة
المضيئة ،بل لعله هو القادح لإيقاد فتيل السرد كتاب «الحب والصمت» أن يتم الزج بها في
وبداية تصعيد التوتر ،رغم أنه هو في حد ذاته العراكات الجندرية؛ فإيمان مرسال وهي تكتب
سوف يتعرض للتهشيم شأنه شأن عدة أشياء هذا الكتاب على مدى ست سنوات لم تكن تضع
أخرى ترسخت كعقيدة ،وتحولت إلى أصنام .لقد في بالها مسألة النسوية ،فلئن أوهمتنا كقراء أن
كان لا بد لهذه الافتتاحية أن تكون بهذا الشكل مشكلتها الأساسية هي البحث عن قبر عنايات
لتباشر الكاتبة عملها التدميري بشكل ممنهج الزيات؛ ولئن أوهمتنا أي ًضا أنها بصدد البحث
ومريح ،وبما يسمح لها أن تهشم كل المقدسات الأنثروبولوجي عن مقام ابنة عباس الزيات
التي قامت بنسف الجمال وما يتضمنه من قيم