Page 216 - Nn
P. 216

‫العـدد ‪35‬‬                                    ‫‪214‬‬

                                                                 ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬                          ‫د‪.‬ناصر أحمد سنه‬

  ‫طبقات الشعب‪ ،‬وشدا بها‬         ‫الأغنية الشعبية‪ ..‬شعر‬            ‫الأغنية الشعبية‪ :‬مراحلها‪ ،‬وأساطينها‬
  ‫لسانه بحب وافتخار‪ ،‬ليل‬
‫نهار‪ .‬وغني للشعب أغنيات‬           ‫شعبي يصاحبه موسيقي‬
                                 ‫(مرنة)‪ ،‬وتتوارثها الأجيال‬
     ‫عديدة منها‪« :‬طلعت يا‬        ‫عبر الرواية الشفوية‪ .‬وهي‬
‫محلا نورها»‪ ،‬و»الحلوة دي‬
                                    ‫حلقة أساس من حلقات‬
  ‫قامت»‪ ،‬وأخرى كثيرة عن‬         ‫الثقافة الشعبية ذات الجانب‬
 ‫الحمالين والعمال وغيرهم‬
 ‫من البسطاء‪ .‬وحتي كوكب‬               ‫الوظيفي‪ /‬الاجتماعي‬
  ‫الشرق أم كلثوم (‪-1898‬‬        ‫(الأفراح‪ ،‬والمناسبات الدينية‪،‬‬
‫‪ )1975‬غنت لبيرم التونسي‬
                                   ‫والأعياد‪ ،‬والموالد‪ ،‬وأيام‬
     ‫«الفوازير»‪« :‬قولي ولا‬      ‫السبوع وغيرها)‪ .‬لذا فقد لا‬
‫تخبيش يا زين‪ ..‬أيش تقول‬         ‫تستجيب لمقتضيات التعبير‬

   ‫العين للعين؟»‪ .‬كما غنت‪،‬‬       ‫الفني‪ ،‬أو تخضع لضوابط‬
     ‫تفاؤ ًل واستبشا ًرا‪« :‬يا‬     ‫جمالية مجردة‪ .‬أما آلاتها‬
                                   ‫الموسيقية فعديدة (آلات‬
  ‫صباح الخير ياللي معانا»‪.‬‬        ‫إيقاع‪ ،‬وآلات نفخ‪ ،‬وآلات‬
‫بينما تغني صباح (‪-1925‬‬
                                     ‫وترية‪ ،‬وآلات نبر على‬
       ‫‪« )2014‬ع البساطة‬        ‫الأوتار‪ ..‬إلخ)‪ ،‬صنعها الفنان‬
       ‫البساطة»‪ .‬كما غنت‪:‬‬
   ‫«الغاوي ينقط بطاقيته»‪،‬‬         ‫وطورها (بد ًءا من خامات‬
   ‫و»آه يا معلم»‪ .‬ولم يفت‬           ‫البيئة كالغاب‪ ،‬والفخار‪،‬‬
‫العندليب الأسمر عبد الحليم‬
    ‫حافظ (‪)1977 -1929‬‬           ‫وشعر الحيوانات‪ ،‬وجلدها‪..‬‬
 ‫تقديم سلسلة من الأغنيات‬            ‫إلخ)‪ .‬وكانت موسيقاها‬
  ‫يغازل بها جمهوره عندما‬
     ‫استشعر عشق الناس‬          ‫إبدا ًعا شعبيًّا متمي ًزا‪ ،‬شاركت‬
      ‫لهذا اللون من الغناء‪،‬‬    ‫الناس في أفراحهم وأتراحهم‪،‬‬
    ‫فقدم‪« :‬علي حسب وداد‬
  ‫قلبي»‪ ،‬و»سواح»‪ ،‬و»جانا‬           ‫مرحهم وشجنهم‪ ،‬حبهم‬
‫الهوي»‪ ،‬و»يا سيدي أمرك»‪،‬‬         ‫وغزلهم‪ ،‬عتابهم وغضبهم‪،‬‬
     ‫و»الناجح يرفع إيده»‪.‬‬         ‫وفي الكثير من مناسباتهم‬
‫وبلهجة مصرية تغني فايزة‬         ‫المتعددة‪ .‬كونها تتسم بكثير‬
    ‫أحمد (‪:)1983 -1934‬‬
  ‫«يا أمه القمر ع الباب نور‬       ‫من التواصل بين المؤدي‪،‬‬
     ‫قناديله»‪ .‬كما غنت «يا‬     ‫والحضور المشارك المستمع‪.‬‬
  ‫تمر حنة»‪ ،‬و»بيت العز يا‬
   ‫بيتنا»‪ ،‬و»يا غالي عليا يا‬         ‫لأهميتها‪ ،‬وانتشارها‪،‬‬
 ‫حبيبي يا خويا»‪ .‬كما غنت‬        ‫وبقائها‪ ..‬نجد كبار المطربين‬
  ‫أشهر ما قدم للأم‪« :‬ست‬
     ‫الحبايب»‪ .‬بينما أهدت‬          ‫والمغنين أدلوا بدلوهم في‬
                                 ‫مضمارها‪ .‬فبداية من فنان‬

                                   ‫الشعب خالد الذكر سيد‬
                                 ‫درويش (‪.)1923 -1892‬‬

                                   ‫لقد تبني ال ّشيخ سيّد في‬
                                ‫أغانيه موضوعات اجتماعية‬
                               ‫مست غالب شرائح المجتمع‪،‬‬
                                ‫فتغلغلت أعماله الفنية داخل‬
   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221