Page 139 - m
P. 139

‫نون النسوة ‪1 3 7‬‬                                     ‫للبصل اللعين»‪ .‬فتتنوع الجمل بين جمل متوسطة‬
                                                        ‫وجمل وصفية حسية تصف الصوت والحركة‬
  ‫أو القوة الإنتاجية‪ ،‬وهي القوة المستقاة من غريزة‬
  ‫الأم لدى المرأة بشكل عام؛ إذ يمكنها خلق حيوات‬      ‫والألوان التي تمنح الكاتبة النصية ‪-‬كما القارئ‪-‬‬
                                                      ‫فرصة جديدة لرؤية الحياة حينما تواجه الوحدة‬
    ‫جديدة وقلب الموت إلى حياة‪ ،‬بوصفها التجسيد‬
  ‫الحسي والأقوى لمعاني الوجود‪ .‬فلم تعد المرأة في‬        ‫بمفردها‪ .‬كما تعتمد في جملها الاستعارية على‬
 ‫هذه الرسائل صورة حسية لكائن مسلوب الإرادة‬            ‫القيمة البصرية في نقل المعنوي إلى حسي‪ ،‬تقول‬
  ‫ليس له حول ولا قوة‪ ،‬وإنما صارت أكثر انفتا ًحا‬       ‫« َهبَّ ُة هواء جديدة‪ ..‬تذكرني بأن عليَّ صب الأرز‬
                                                     ‫باللبن في الأطباق وتزيينه ثم أتفرغ للحس الحلة‪،‬‬
          ‫على الكون حولها كأحد مكوناته المهيمنة‪.‬‬       ‫فالنار ُتذهب ما التصق في القاع وتستفزك لفك‬
                                                     ‫التصاقه به شأن ما نمر به من خيبات»‪ .‬إن توالد‬
 ‫‪ -3‬عبور الأنا النسوية إلى الجماعية‪:‬‬
                                                         ‫ذلك الانسجام بين العناصر المختلفة (مشاعر‬
    ‫عند تناول هذا النوع من الكتابة‪ ،‬فإن الكاتبة لا‬    ‫الكاتبة النصية‪ -‬مكونات الطعام‪ -‬أجزاء المطبخ)‬
 ‫تنقل مجرد حالة فردية وإنما تعبر الجسر إلى أفق‬       ‫يدلل على ارتباط الأنثوية بالـ‪productive force‬‬
   ‫الجماعية‪ ،‬تقول الكاتبة النصية «فالكتابة لدينا يا‬

   ‫صديقي‪ ،‬أقصد «بلدينا» نحن معشر النساء بكا ٌء‬
  ‫موث ٌق حينما يخوننا الحديث‪ ،‬رثا ٌء لسطر نافق في‬

     ‫قصيدة لشاعر كاذب يتلوها بكل صدق‬
‫لحبيباته»‪ .‬لا تحمل الكاتبة‬
 ‫النصية مشاعرها الفردية‬

    ‫فحسب ولا تبحث عن‬
   ‫خلاصها الفردي‪ ،‬إنما تقود‬
    ‫حركة تبصرة غيرها من‬
   ‫النساء وتحمل صوتهن‬

       ‫لتوصل ما يكابدنه‬
   ‫بكل أمانة‪ .‬فتنقل المرأة‬
‫تصورها للأمور وتصف‬
  ‫مشاعرها حول وضعها‬
 ‫الاجتماعي ومعاناتها في‬

     ‫المجتمع الذكوري‪.‬‬
‫تقدم الكاتبة أنموذ ًجا‬

      ‫لمرأة تعاني من‬
 ‫الوحدة التي فرضها‬
 ‫عليها المجتمع؛ تقول‬
 ‫«هناك على الصفحة‬
 ‫البيضاء‪ ،‬أوثق أنا‪..‬‬
  ‫أحلام عانس مثالية‬

    ‫لم يمسسها العشق‬
      ‫ولا فحولة الوجد»‪.‬‬
      ‫توظف الكاتبة‬
‫علاقة افتراضية على‬
   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144