Page 136 - m
P. 136
العـدد 55 134
يوليو ٢٠٢3 دينا نبيل
ثورة الفانيليا ..الهروب
من الهامش ومركزية
الصوت النسوي
أُ ُطر المجتمع القديمة بغية بناء واقع أكثر عدالة. «من جديد َت ِع ُّل عل َّي الكتابة .لا أعلم يا هذا إن
وهنا تكمن المفارقة؛ فإن تلك الرسائل (المطبخية)
المخاتلة يؤذن لها بالخروج من بين جنبات المطبخ كنت أكتب لك أم أكتب إلي»..
إن دور الكتابة يتمحور حول إعادة إنتاج الواقع
-أبعد الأماكن عن الثورة -وإن كانت الرسائل والتحرر من أُطره البالية من أجل بنائه بصورة
تأخذ شكل الخواطر في كثير من الأحيان؛ فتتجسد أكثر مثالية ،وإن كان الحديث عن الكتابة النسوية
فإن الأمر يتخطى إعادة بناء الواقع إلى تدمير ذلك
في صورة رسالة أدبية -ذلك الجنس الأدبي الواقع نفسه والثورة على الأطر والموروثات القديمة
العتيق -فيطالعها المجتمع بأسره وليس حفنة من
وصو ًل إلى حالة من الانعتاق يعقبها بناء أكثر
النساء اللائي يجدن متعة في مطالعة كتاب يعلو مثالية« .أخط بعض الحروف لأخطو خارج أسوار
غلافه صور بعض أواني الطهي. سجني» ،ربما تكون تلك العبارة آخر ما سيطالعه
تقول سيمون دو بوفوار «المرأة لا تولد امرأة بل القارئ في كتاب هبة الله أحمد الرسائلي «ثورة
تصبح امرأة» ،بحسب الإطار المجتمعي الذي تعيش الفانيليا :رسائل من المطبخ» ،ولكن المثير للاهتمام
فيه؛ ولذلك تقول أي ًضا أنه «عندما لا ُيسمح للمرأة أن الكاتبة تطرح عبر رسائلها صو ًتا نسو ًّيا فري ًدا
يخرج عن هامشه (المطبخ) ويسعى إلى الثورة على
أن تفرض نفسها أو تقوم بعمل إيجابي فإنها لن
تصبح إنسا ًنا كام ًل» .وانطلا ًقا من تلك المقولة