Page 133 - m
P. 133
131 إبداع ومبدعون
القصة في اليمن
منها ألسنة اللهب وأدخنة سوداء. عرض ُت عليه مبل ًغا كبي ًرا في مقابل أن يقوم بتركيب
وسط هذا الجحيم كانت هناك امرأة ساقطة على عقار دوائي يحتوي على الهرمونات الستة في حبة
الرصيف مضرجة بدمائها ،وبنت عمرها ست واحدة ،نظر إل َّي بعينين متسعتين ،وأومأ برأسه
سنوات قاعدة بجوارها تهزها وهي تبكي. مواف ًقا ،أخرج ُت دفتر الشيكات ،وأعطيته دفعة
تردد ُت بضع ثوا ٍن ثم ش َّجع ُت نفسي وعدوت مقد ًما.
باتجاه الطفلة ،حملتها وضممتها إلى صدري ،ثم بعد شهرين اتصل بي ،وقال إن الحبة الوردية
جاهزة .رقص ُت طر ًبا ،لقد صار بإمكاني الحصول
جري ُت بأقصى ما تسعفني به قدماي. على تلك الإفرازات الكيماوية التي يسببها الحب
وصل ُت إلى موقع آمن ،حيث تجمع عدد من الناس، بطريقة صناعية ،دون الحاجة إلى خوض تجربة
أنزلتها على الأرض ،وطلبت من سيدة مسنة أن حب واقعية.
تعتني بها ،كانت لا تزال تبكي بشدة ،ولكنها لم ركن ُت سيارتي على بعد شارعين من عيادة الطبيب،
تصب بشيء. وكأنني ذاهب إلى موعد غرامي ،وأخشى أن ألفت
شعر ُت بحكة في ظهري ،أرد ُت أن أحك ذلك الأنظار!
الموضع ،ولكنني تهاويت فجأة جاثيًا على ركبت َّي.
سمعتهم يتحدثون عن دماء نازفة من جسدي.. في تقاطع سبأ كانت هناك نقطة أمنية تفتش
رأي ُت حسناء تلوح لي من خلف المحيطين بي.. السيارات العابرة .أتت سيارة دفع رباعي غا َّصة
ارتجف ُت من ألم الرصاصة وابتسم ُت ،لقد حصل ُت بالمسلحين ،لم يسمح لهم الجنود بالمرور ،وطلبوا
على الحبة التي تفرز هرمونات الحب في الدم!
مشاعر الحب العظيم تغمرني الآن ..ليت الوقت منهم تسليم أسلحتهم.
يسعفني لأخبر البشر أن مشاعر الحب أعمق تعالى الصياح وتطايرت التهديدات من الجانبين،
وأرسخ بمليون مرة من مشاعر السعادة السطحية
الزائلة .لكن الفتاة الحسناء لم تمهلني ،سحبتني فوقف ُت أراقب تطورات الموقف .فجأة نزل أحد
من يدي وأخذتني إلى مكان بعيد ج ًّدا عن موقع المسلحين من الباب الخلفي للسيارة وفتح نيران
بندقيته على الجنود ،فسقط أحد الجنود قتي ًل ،وبدأ
الاشتباكات.
تبادل كثيف للنيران ،انتشر المسلحون وأغلقوا
الشارع ،ورمى أحدهم قنبلة يدوية على سيارة
الشرطة ،فانفجرت محدثة دو ًّيا مرعبًا ،وتصاعدت