Page 128 - m
P. 128

‫العـدد ‪55‬‬           ‫‪126‬‬

             ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬

‫نجاة باحكيم‬

‫(اليمن)‬

‫انعكاس‬

             ‫أنظر إليها بتمعن‪ ،‬تشبهني كثي ًرا لا فرق بيننا ربنا‬
                                                  ‫تكون أنا!‬

             ‫تسير معي أينما سرت أو توقفت‪ ،‬لا تفارقني‬

             ‫مطل ًقا‪ .‬أسألها عن اسمها؟ ُتعيد لي السؤال! في نفس‬

             ‫اللحظة ننطق م ًعا‪ .‬أكرر السؤال‪ ،‬لها نفس حركات‬
             ‫أيقنت أنها أنا‪.‬‬     ‫شفت َّي‪ ،‬نبرات صوتي نفسها‪،‬‬
             ‫إل َّي‪ ،‬كلانا تقرأ‬  ‫أنظر إليها بصمت مثلما تنظر‬

                         ‫أفكار الأخرى‪ ،‬متشابهتان في كل شيء!‬

                         ‫ننظر لبعضنا باشمئزاز وتعجب! أشعر‬

                         ‫بالضيق من وجودها كما تشعر‬

                                 ‫بالضيق مني‪.‬‬

                         ‫أتساءل مع نفسي‪ :‬يا ربي‪ ،‬كيف لي‬

                                 ‫بالخلا ِص منها؟!‬
                         ‫أوجه لها كلما ٍت جارحة‪ ،‬يتردد صداها‬

                    ‫في أذني! أغمض عين َّي‪ ،‬أشعر بكيانها‬
               ‫يقف أمامي‪ ،‬ننام م ًعا‪ ،‬نستيقظ م ًعا‪ ،‬نؤدي‬
             ‫كل وظائفنا بنف ِس الحركات بتوقي ٍت واحد! لا‬

                                 ‫يراها أح ٌد سواي‪.‬‬
             ‫ذهبت إلى الطبيب النفسي أشكو له حالي‪ ،‬كانت‬

             ‫تجلس جواري‪ ،‬أحدثه‪ ،‬وتحدثه بما أقول! نتفوه‬

             ‫م ًعا لكنه لا يراها! أشير نحوها بسبابتي ولا يرى‪،‬‬
               ‫أقترب منها‪ ،‬فتغوص كف َّي بداخلها‪ ،‬كما تغوص‬
             ‫بداخلي‪ .‬أعطاني بعض المسكنات أبتلعها كل مساء‪،‬‬

             ‫أجدها أمامي تبتلع نفس المسكن في الوقت ذاته‪.‬‬

             ‫وقف ُت أمام المرآة‪ ،‬وجدتها تقف إلى جواري وعاكس‬
             ‫صورتينا بالداخل‪ ،‬نظر ُت باندهاش‪ :‬إننا أربع‪.‬‬
   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133