Page 126 - m
P. 126

‫العـدد ‪55‬‬                            ‫‪124‬‬

                                                                ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬

‫لارا الظراسي‬

‫(اليمن)‬

‫ِج ْئ ُت ِب َعاِر ال َّسِر َقة‬

 ‫الأعرا ُس في قريتنا طق ٌس شب ُه يومي‪ُ ،‬ك ُّل أسبو ٍع‬
    ‫ُي َز ُّف ثلاثة شبان أو أربعة أو أكثر‪ ..‬أمر عادي‬

‫كتعاقب الليل والنهار‪ ،‬يبتهج الناس‪ ،‬لكن‪ ..‬لا بهجة‬
        ‫تعلو على التي ترافق صرخات طفل يولد‪.‬‬

‫شيخ القرية يقول‪ :‬قريتنا عزيزة‪ ..‬الذرية فيها أم ٌر‬
  ‫عظيم‪ ،‬نسبنا صا ٍف طاهر‪ ،‬نساء القرية يشتهرن‬
 ‫بالعفة ليس كل من قذف بهن الماء نبثث له ذريه!‬

    ‫إنهن عزيزات كالمطر‪ ،‬يكفي لكل عائلة طفل أو‬
    ‫الحلم به‪ ،‬هكذا كان يصبِّر الناس في خطبة كل‬

                             ‫جمعة تزور أيامنا‪.‬‬
  ‫قصتي بدأت عندما تزوج «التاجر صالح» خمس‬

    ‫نساء قبل أختي فاطمة‪ ،‬ولم ينجب‪ ،‬لهذا اختار‬
‫أختي الكبرى لأنها صغيرة لم تكن تجاوزت وقتها‬
‫العاشرة‪ ،‬وقد تهب له مع الوقت الذرية التي يحلم‬
 ‫بها‪ ،‬عشرة أعوام من الزواج ولم تستدر بعد بطن‬

                        ‫فاطمة الملتصق ُة بظهرها‪.‬‬
   ‫قرر “علي الخباز” الرجل الستيني أن يتزوج أم‬
   ‫فاطمة التي تجاوزت الأربعين‪ ،‬وبعد قمرين في‬
‫السماء‪ ،‬زغردت القرية فرحة بحبل أم فاطمة‪ ،‬فرح‬
 ‫الجمي ُع إلا التاجر صالح الذي صمت طوي ًل‪ ،‬وهو‬
‫يفكر ويتساءل‪ :‬من أحبلها؟! قالت فاطمة ضاحكة‪:‬‬

                                   ‫العجوز علي‪.‬‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131