Page 142 - m
P. 142
العـدد 55 140
يوليو ٢٠٢3 عبد النبي عبادي
مدخل لل ِخطاب ال ِجندري
في«ثورة الفانيليا ..رسائل
من المطبخ»
للكاتبة هب ُة الله أحمد
الكا ِت ِب وتجربته ،لكن أح ًدا قد ُيضيف إلى ذلك «نوع» إذا غا َد ْرنا السؤال المُكرر الذي يوج ْه لل ُكتاب من
الكاتب من حي ُث هو «ذكر» أو «أنثى» وهو أم ٌر فيه
كلا ٌم كثير .علينا أن نسأل أن َف َسنا لأي نو ٍع تنتمي آخرين ويوجهه ال ُكتاب لأنفسهم في نفس الوقت
ال ِكتابة التي يك ُتبها ر ُجل بلسان أنثى أو ال ِكتابة التي
تك ُتبها أنثى بلسان ُرجل؟ وأتذكر ُهنا رواية « ِظل وهو سؤال (لماذا تك ُتب؟) إلى سؤال أكثر تخصي ًصا
وأصعب إجابة وهو سؤال (لماذا تك ُتب المرأة؟) ،نكو ُن
الأفعى» ليو ُسف زيدان والتي شيد بنيتها من رسائل
ُمتخيلة من أ ٍم لابنتها بعد أن دب الخلاف وجف ال ُحب قد َوض َعنا أنف َسنا في مواجه ٍة ُمباشرة مع مفاهيم
بين الابنة وزوجها .لقد سعى المؤلف في « ِظل الأفعى» كال ِجندر والنسوية وهي المفاهيم التي أ ُجد في نفسي
لاقترا ٍب مجهري من صورة الأنثى في الثقافة العربية حاج ًة لمُلامستها ملامس ًة خفيفة حتى يتهيأ لنا مسا ُر
والتي َه َوت من علياء التقديس إلى وحل الدنس الحديث عن ِكتاب «ثورة الفانيليا ..رسائل المطبخ»
والشيطنة .أقو ُل إن تلك ال ِكتابة التي استعارت لسان لمؤلفته المصرية هب ُة الله أحمد.
الأنثى وجوارحها تهدينا إلى أنه من المُمكن تحليل قد يظن البعض أن «ال ِكتابة النسوية» هي ُمقابل ل ِكتابة
ذكورية ُمتوهمة ،لكنني أختل ُف مع ذلك ،إذ تبدو
ال ِكتابة ِكتابة على ُكل حال ،تنح ُت مساراتها من وعي