Page 6 - m
P. 6

‫العـدد ‪55‬‬                                   ‫‪4‬‬

  ‫السؤال المبدئي والمهم فيما يخص‬             ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬
  ‫الرسالات السماوية جمي ًعا‪ ،‬ليس هو‬
   ‫السؤال الشائع عن إن كانت الكتب‬             ‫افتتاحية‬

       ‫المقدسة أملاها الله على الأنبياء‬      ‫سمير درويش‬
         ‫بواسطة الملاك جبريل؛ أم هي‬
                                             ‫رئيس التحرير‬
     ‫من عندهم ‪-‬وهو سؤال مهم أي ًضا‬
   ‫سنصل إليه‪ ،‬كما سنصل إلى موضوع‬             ‫من أخبر الأنبياء‬
‫المعجزات التي ُم ِن ُحوها لإقناع الناس‪،-‬‬     ‫بنبوتهم؟‬
 ‫ولكن السؤال‪ ،‬من وجهة نظري‪ ،‬هو‪:‬‬
  ‫كيف عرف الأنبياء أنهم مرسلون من‬            ‫من هدى النار لموسى‬
‫الله لتبليغ رسالاته؟ بصيغة أوضح‪ :‬من‬          ‫إلى نبوءة ورقة لمحمد!!‬
‫الذي أنبأ الأنبياء أنفسهم بأنهم رسل‬
    ‫من الله إلى أقوامهم ليبلغوا عنه؟‬
  ‫طب ًعا إن سلمنا بفكرة أن الله يحتاج‬

                           ‫رسًل من البشر‪.‬‬

      ‫الذهبي وحسنه الترمذي‪ ،‬وكذا حسنه‬        ‫هذا السؤال البديهي يتم تجاوزه عادة في‬
  ‫الألباني في «صحيح الترمذي»‪ .‬وهذا يعني‬
                                              ‫الدراسات الإيمانية‪ ،‬باعتبار أنه محسوم‪،‬‬
      ‫أن عمر بن الخطاب كذلك كان يتصف‬           ‫واستنا ًدا إلى ما يضفونه على الأنبياء من‬
              ‫بالصفات التي تؤهله للنبوة‪.‬‬        ‫صفات نبيلة كالصدق والأمانة والتجرد‬
                                               ‫والحكمة‪ ..‬إلخ‪ ،‬باعتبارها صفات لأخيار‬
   ‫بل يزيد الأمر إلى حد تغليب رأي عمر في‬     ‫أعلى من البشر العاديين‪ ،‬كقول النبي محمد‬
 ‫بعض الأمور على رأي النبي‪ ،‬فينزل القرآن‬
  ‫مؤي ًدا رأيه‪ ،‬ففي صحيح البخاري عن عمر‬           ‫(ص) «أنا خيار من خيار من خيار»‪.‬‬
                                             ‫بالطبع هذا جيد ومنطقي أن يتصف الرسل‬
   ‫بن الخطاب أن القرآن وافقه في موضوع‬         ‫الذين (اصطفاهم الله) بتلك الصفات‪ ،‬لكن‬
    ‫الحجاب‪« :‬قلت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬لو أمرت‬
                                               ‫آخرين غيرهم كانوا يتصفون بها كذلك‪،‬‬
      ‫نساءك أن يحتجبن‪ ،‬فإنه يكلمهن البِ ُّر‬       ‫فمث ًل‪« :‬روى الإمام أحمد (‪،)17405‬‬
   ‫والفاجر‪ ،‬فنزلت آية الحجاب”‪ ،‬وفي اتخاذ‬         ‫والترمذي (‪ ،)3686‬والحاكم (‪)4495‬‬
‫مقام ابراهيم مكانا للصلاة‪“ :‬قلت يا رسول‬
                                              ‫من طريق مشرح بن هاعان‪ ،‬عن عقبة بن‬
      ‫الله‪،‬لواتخذنا من مقام إبراهيم مصلى‪،‬‬      ‫عامر رضي الله عنه قال‪ :‬سمعت رسول‬
‫فنزلت‪( :‬واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)”‪،‬‬        ‫الله (ص) يقول‪ :‬لو كان بعدي نبي لكان‬
                                             ‫عمر بن الخطاب” (صححه الحاكم ووافقه‬
    ‫وكان النبي لا يرى بأ ًسا في الصلاة على‬
‫المنافقين ويعارضه عمر‪ ،‬فنزل الوحي مؤي ًدا‬

   ‫رأي عمر‪“ :‬ولا تص ِّل على أحد منهم مات‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11