Page 9 - m
P. 9

‫افتتاحية ‪7‬‬

‫أشرت ساب ًقا لمسألة اختلاف اسم الخالق في‬                                   ‫دور فدور”‪.‬‬
 ‫الديانات الثلاث التي من المفروض أنها من‬           ‫“أهيه الذي أهيه” بالعبرية ֶא ְה ֶיה ֲא ֶׁשר‬
                            ‫مصدر واحد‪.‬‬        ‫ֶא ְה ֶיה‪ ،‬ومعناها‪ :‬أكون الذي أكون‪ ،‬أو‪ :‬أنا ما‬
    ‫فإذا ذهبنا إلى الرواية الإسلامية سنجد‬
 ‫أنها وردت في أكثر من مكان بالقرآن‪ ،‬منها‬                                      ‫هو كائن‪.‬‬
  ‫قوله تعالى في (سورة طه‪ 13 -10 :‬و‪)24‬‬             ‫هناك عدة ملاحظات «شكلية» في النص‪،‬‬
 ‫“إذ رأى نا ًرا فقال لأهله امكثوا إني آنست‬    ‫منها أن الله أخبر موسى بكنيته «أنا إله أبيك‬
‫نا ًرا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار‬  ‫إبراهيم”‪ ،‬وأن موسى غطى وجهه وخاف أن‬
   ‫هدى‪ ،‬فلما أتاها نودي يا موسى‪ ،‬إني أنا‬      ‫ينظر إلى الله! لماذا خاف؟ والمهم أنه تلقى عن‬
 ‫ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى‪،‬‬         ‫الله وكأنه أمر عادي‪ ،‬دون أن يتشكك مث ًل‬
 ‫وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى‪ )...( ،‬اذهب‬         ‫أو يخاف ‪-‬كما حدث مع النبي محمد بعد‬
              ‫إلى فرعون إنه طغى (‪.”)24‬‬         ‫ذلك‪ ،-‬ثم أخبره الله أنه يرسله إلى (شعبه)‬
        ‫الروايتان تشتركان في أن الله ح َّدث‬     ‫بني إسرائيل ليخرجهم من مصر‪ ،‬وتحدث‬
 ‫موسى وأمره بخلع حذائه وكلفه ‪-‬مباشر ًة‬         ‫موسى في التفاصيل «من أنا حتى أذهب إلى‬
    ‫وبنفسه‪ -‬بإرساله إلى فرعون‪ ،‬وإن كان‬         ‫فرعون‪ ”..‬وأن الله طمأنه أنه سيكون معه‪..‬‬
      ‫القرآن يركز بوضوح على (الاختيار)‬          ‫إلخ‪ ،‬وبعد كل ذلك سأله موسى عن اسمه!‬
  ‫و(الوحي)‪ ،‬لأنهما الفعلان اللذان ستتركز‬        ‫“فإذا قالوا لي ما اسمه فماذا أقول لهم؟»‪،‬‬
                                                  ‫وأخي ًرا فإن الله قال له إن اسمه «يهوه”‬
‫حولهما الدعوة الإسلامية كما سنرى لاح ًقا‪.‬‬         ‫وليس الله‪ ،‬وأن هذا اسمه إلى الأبد‪ ،‬وقد‬
    ‫وفي الروايتين سنعرف أن موسى ليس‬

‫متكل ًما أو يتهته‪ ،‬وأن الله أرسل معه أخاه‬
 ‫هارون‪ ،‬وأنه زوده بمعجزتين‪ :‬تحويل‬

       ‫العصا إلى حية‪ ،‬وعلاج البرص‪.‬‬
  ‫لكنهما تختلفان في عدة أشياء‪ :‬أنه في‬
‫الرواية الإسلامية كان موسى بصحبة‬

   ‫أهله وليس وحده يرعى الغنم كما‬
     ‫ُذكر في التوراة‪ ،‬وأن النار كانت‬

  ‫حقيقية وليست نا ًرا وهمية يحملها‬
    ‫ملاك دون أن تحرق شيئًا‪ ،‬وأن‬
   ‫الله في الرواية الإسلامية لم يكن‬

 ‫متجس ًدا‪ ،‬كان صو ًتا فقط‪ ،‬لكنه في‬
‫الرواية اليهودية كان حاض ًرا بذاته‬
‫«خاف أن ينظر إلى الله»‪ ،‬ينظر إليه‬

 ‫تعني أنه كان أمامه‪ ،‬وأخي ًرا فلم‬
  ‫يسأل موسى عن اسم الخالق‪،‬‬
  ‫لأن الرواية الإسلامية تفترض‬

                   ‫أنه يعرف‪.‬‬
     ‫أي ًضا هناك خلاف في اسم‬
 ‫حمي موسى‪ ،‬ففي التوراة هو‬
   ‫«يثرون» كاهن مديان‪ ،‬وفي‬

                                              ‫صورة فنية ثنائية الأبعاد للكتاب المقدس‬
   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14