Page 14 - m
P. 14

‫العـدد ‪55‬‬                                         ‫‪12‬‬

                                                 ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬

   ‫عن الشمس الشمس‪ ،‬وعن ضوء الشمس‬                  ‫من (الأحلام) كما بيَّن ُت‪ ،‬بدأت بحلم يوسف‬
 ‫الشمس‪ ،‬وهما م ًعا الشمس(‪ ..)4‬بينما يعتبر‬             ‫خطيب مريم الذي أصبح زوجها‪ ،‬حين‬
 ‫المسلمون (عيسى) نبيًّا مرس ًل من عند الله‪،‬‬           ‫تشكك أن خطيبته واقعت رج ًل وحملت‬
  ‫وأنه يحمل كتا ًبا كما حمل موسى التوارة‪،‬‬
 ‫وكما حمل محمد القرآن‪« :‬قال إني عبد الله‬           ‫منه‪ ،‬فحلم أنها حملت بفعل الروح القدس‪،‬‬
                                                    ‫بينما الرواية الإسلامية لا تذكر الأحلام‪،‬‬
               ‫آتاني الكتاب وجعلني نبيَّا”‪.‬‬       ‫ولا تضع فاص ًل زمنيًّا ‪-‬أص ًل‪ -‬بي الحمل‬
     ‫‪ -5‬لا يوجد في المسيحية شخص اسمه‬
    ‫عيسى‪ ،‬فهذه التسمية إسلامية خالصة‪،‬‬                                            ‫والولادة!‬
  ‫وهو ليس نبيًّا في عقيدتهم كما بيَّن ُت‪ ،‬لكنه‬      ‫‪ -2‬في الرواية الإسلامية ثمة رجل كامل‬
 ‫إله‪ ،‬وبالتالي فلم (يتنزل) عليه كتاب‪ ،‬فالإله‬         ‫الاستواء تجسد لمريم وواقعها‪ ،‬وقال لها‬
 ‫لا ينزل شيئًا على نفسه! وإنما العهد الجديد‬          ‫إنه رسول ربها‪ ،‬بينما لا تتحدث الرواية‬
‫هو وصاياه التي دونها رسله وتلاميذه‪ ،‬فقد‬             ‫المسيحية عن مواقعة‪ ،‬وفي المقابل يبدو أن‬
  ‫«كانت أخبار وتعاليم يسوع تتناقل شفهيًا‬         ‫علامات الحمل ظهرت عليها‪ ،‬فتشكك خطيبها‬
     ‫بين المؤمنين المسيحيين‪ ،‬على يد الرسل‬             ‫الذي سيصبح زوجها‪ ..‬إلخ‪ ،‬أي أن ثمة‬
     ‫الاثني عشر‪ ،‬والسبعين تلمي ًذا‪ ،‬وشهود‬
     ‫آخرين‪ ،‬وقد دونت أسفار العهد الجديد‬                         ‫فاص ًل بين الحمل والولادة‪.‬‬
  ‫القانونية بين عام ‪ 40‬و‪95‬م‪ .‬ووفق بعض‬              ‫‪ -3‬الرواية المسيحية تتحدث عن طفل ولد‬
    ‫الدارسين فقد كتبت غالبية أسفار العهد‬            ‫بشكل عادي‪ ،‬والذي ليس عاد ًّيا هو حمل‬
  ‫الجديد قبل عام ‪70‬م مثل جون روبنسون‬               ‫مريم دون مواقعة‪ ،‬وأن أمه وزوجها هربا‬
                                                 ‫به إلى مصر خو ًفا من بطش الملك‪ ،‬ولما عادوا‬
                  ‫وكارستين ب‪ .‬ثيدي”(‪.)5‬‬
 ‫‪ -6‬في العقيدة اليهودية ينتظر اليهود نزول‬             ‫إثر حلم أبلغهم أن الملك مات‪ ،‬عاشوا في‬
                                                   ‫الناصرة‪ ،‬وظهر يوحنا المعمدان الذي ب َّشر‬
     ‫المسيح «الممسوح بالدهن المقدس” حتى‬              ‫به‪ ،‬وحين ع َّمده يوحنا «إذا السماوات قد‬
     ‫يومنا هذا‪ ،‬وفي العقيدة «المسيحية» فإن‬        ‫انفتحت له فرأى روح الله ناز ًل مثل حمامة‬
    ‫«يسوع» هو المسيح الذي بشر به العهد‬             ‫وأتيا عليه”‪ ،‬يعني أن (نبوته) أو (ألوهيته)‬
‫القديم‪ ،‬وفي العقيدة الإسلامية فإن (عيسى)‬          ‫بدأت بتعميده‪ ..‬بينما في السردية الإسلامية‬
 ‫سوف يعود إلى الأرض فيتبعه من يؤمنون‬             ‫فإن (عيسى) ليس طف ًل عاد ًّيا‪ ،‬فقد تكلم يوم‬
                                                   ‫ولادته وأعلن (نبوته) وأنه مرسل من عند‬
        ‫بالله الواحد ولا يشركون معه أح ًدا‪.‬‬      ‫(الله) أو (الآب ‪ )Abba‬أو (زيوس ”‪Θεός‬‬
                                                    ‫‪ )(Theos‬باليونانية‪“ :‬فأشارت إليه قالوا‬
 ‫من أبلغ محم ًدا باصطفائه نب ًّيا؟‬                 ‫كيف نكلم من كان في المهد صبيَّا‪ ،‬قال إني‬
                                                 ‫عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا‪ ،‬وجعلني‬
       ‫موضوع نبوة محمد هو الشكل المثالي‬
‫(نظر ًّيا) لموضوع النبوة بشكل عام‪ ،‬من حيث‬             ‫مبار ًكا أين ما كنت‪‎‬وأوصاني بالصلاة‬
‫اصطفاء (الله) لبشر من عباده‪“ :‬لقد كان لكم‬                 ‫والزكاة ما دمت حيَّا” (‪.)31 -29‬‬

   ‫في رسول الله أسو ٌة حسن ٌة لمن كان يرجو‬          ‫‪ -4‬الاختلاف الأكبر أن “يسوع” هو ابن‬
‫الله واليوم الآخر وذكر الله كثي ًرا” (الأحزاب‪:‬‬         ‫الإله في العقيدة المسيحية «وصوت من‬

    ‫‪« ،)21‬وإنك لعل ٰى خل ٍق عظي ٍم” (القلم‪،)4 :‬‬  ‫السماوات قائ ًل هذا هو ابني الحبيب الذي به‬
   ‫و»روى الإمام أحمد (‪ )3589‬عن عبد الله‬          ‫سررت”‪ ،‬وفي عقيدة التثليث هو أحد تمثلات‬
 ‫بن مسعو ٍد قال‪ :‬إن الله نظر في قلوب العباد‬
    ‫فوجد قلب محم ٍد (ص) خير قلوب العباد‬            ‫ثلاث للرب «الآب والابن والروح القدس»‪،‬‬
                                                 ‫وهم لا يعتبرون ذلك تعد ًدا بل إنهم يعبدون‬

                                                       ‫إل ًها واح ًدا ذا أقانيم ثلاثة‪ ،‬مثلما تقول‬
   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19