Page 70 - m
P. 70

‫العـدد ‪55‬‬   ‫‪68‬‬

                                                    ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬

                      ‫واقتدا ًرا على صنعة الأدب‪.‬‬           ‫يؤخذ في معني فيؤتي بجميع المعاني المتممة‬
         ‫ويأتي الجناس المركب من كلمتين في باب‬                ‫لصحته‪ ،‬المكملة لجودته‪ ،‬من غير أن يخل‬
        ‫«التركيب» عند «ابن خلف» كقول البستى‪:‬‬
                                                      ‫ببعضها‪ ،‬ولا يغادر شيئًا منها»‪ .‬مثل قوله تعالى‪:‬‬
                            ‫عضني الدهر بنابه‬        ‫««َوأَََوع َُِيسل ْيط ًرُِعاح ُم»ِّب ِوه(ا»َن(لإ‪2‬ا‪4‬نل)‪َّ .‬سطا َعنا‪َ :‬م‪َ 8‬ع) َلفتمُحم ِّب اِهلم ِعمن ْسي ِكبيقًناول َهو‪َ ،‬ي ِتيس ًمباحانه‪،‬‬
                          ‫ليت ما ح َّل بنا به(‪)47‬‬
 ‫وهو واضح التكلف‪ ،‬لكنه كان معيا ًرا على الاقتدار‬         ‫ويعقد «ابن خلف» فص ًل «للمبالغة» من أبواب‬
                      ‫في صنعة الأدب في عصره‪.‬‬              ‫البديع‪ ،‬وما دار حولها من اختلافات‪ ،‬إذ منها‬
    ‫أما الباب الخامس فيعالج ما يخرج الكلام عن‬
      ‫البلاغة‪ ،‬وهو عكس ما مضي من أبواب تتبع‬                      ‫المتكلَّف‪ ،‬ومنها المقبول‪ ،‬كقول النابغة‪:‬‬
                       ‫المؤلف فيها فنون البلاغة‪.‬‬                      ‫تبدو كواكبه والشمس طالعة‬
   ‫ومن عيوب الألفاظ التقعر والغرابة‪ ،‬ومن عيوب‬
                   ‫الاستعارة خلوها من البلاغة‪.‬‬                    ‫لا النور نور ولا الإظلام إظلام(‪)43‬‬
   ‫أما الأسلوب فمن عيوبه التنافر‪ ،‬والتكرار بما لا‬   ‫وتتداخل أنواع البديع في «مواد البيان»‪ ،‬مثل تداخل‬
  ‫يفيد‪ .‬وعيب البديع التصنع والتكلف‪ .‬ومن عيوب‬         ‫التكافؤ بالطباق‪ ،‬وهناك تعريفات عديدة للمصطلح‬
                    ‫المعاني الاستحالة والتناقض‪.‬‬
   ‫وقد ع َّد «ابن خلف» البيت الذي لا يكتمل إلا بما‬        ‫الواحد للبديع في التراث البلاغي العربي‪ ،‬أما‬
   ‫يليه مبتو ًرا معيبًا(‪ ،)48‬وجاء ذلك من استحسان‬                         ‫التكافؤ‪ ،‬ومثله قول الشاعر‪:‬‬
 ‫التراث العربي لاستقلال البيت‪ .‬وهذا الباب حافل‬
  ‫بكثير من الأمثلة التي لا تتحقق فيها البلاغة لكي‬              ‫فإن تحسنوا نشكر وإن تهجروا نكن‬
                                                                    ‫لكم بإزاء الهجر من عندنا صبر‬
                                ‫يتجنبها الكاتب‪.‬‬
   ‫والباب السادس في «الطبع» وارتباطه بالقريحة‬          ‫فهو مكافأة ما ُيبتدأ به بما يقتضيه معناه‪ ،‬اتفا ًقا‬
 ‫المواتية في الإبداع الأدبي سمة عربية أصيلة‪ ،‬ذلك‬    ‫واختلا ًفا‪ ،‬كالطباق من حيث ذكر الشيء وضده(‪،)44‬‬
‫لأن مسالك الشعر الجيد عصية إلا على المفطور على‬
‫اجتيازها ممن ُوهب ملكة الطبع‪ .‬ولا يكتفي الكاتب‬           ‫ومصطلح الإرداف‪ ،‬هو ذكر المعني بغير اللفظ‬
                                                         ‫الخاص به‪ ،‬بل بلفظ هو ردفه وتابع له‪ ،‬كقول‬

                                                                                       ‫امرئ القيس‪:‬‬
                                                                 ‫وتضحى فتيت المسك فوق فراشها‬
                                                                 ‫نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل‬

                                                                         ‫للتعبير عن ترف هذه المرأة‪.‬‬
                                                          ‫وهو ما يتداخل مع مصطلح الكناية من حيث‬

                                                                                         ‫الدلالة على‬
                                                                                             ‫الشيء‬

                                                                                          ‫بغيره(‪.)45‬‬
                                                                                        ‫ويقع «لزوم‬
                                                                                         ‫ما لا يلزم»‬
                                                                                        ‫الذي اشتهر‬
                                                                                       ‫به أبو العلاء‬
                                                                                      ‫المعري في باب‬
                                                                                       ‫«الإعتاب عند‬
                                                                                      ‫ابن خلف»(‪.)46‬‬
                                                                                       ‫كلزوم حرف‬

                                                                                          ‫قبل َر ِّوي‬
                                                                                      ‫القافية توس ًعا‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75