Page 66 - m
P. 66

‫العـدد ‪55‬‬   ‫‪64‬‬

                                                        ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬

‫د‪.‬عوض الغبارى‬

‫مفهوم البلاغة‬
‫في التراث المصري‪..‬‬
‫تطبي ًقا على‬
‫كتاب «مواد البيان»‬
‫لعلي بن خلف الكاتب‬

‫بلاغة الكتابة تتمثل في نوع منها وصفه «علي بن خلف» بقوله»‪« :‬ضرب‬
‫فصيح‪ ،‬جزل سهل‪ ،‬سافر المطالع‪ ،‬عذب المشارع‪ ،‬مطابق للمعاني أصح‬
‫مطابقة‪ ،‬دا ٌّل عليها أقرب دلالة»‪ .‬والأسلوب الوسط المعتدل هو الأفضل‪،‬‬
‫إذ لا يكون من المتقعر الغريب‪ ،‬ولا من العامي المبتذل‪ .‬والمقصود‬
‫بالكتابة الرسائل الديوانية‪ ،‬ولكنها تصلح بشروطها في هذا الكتاب أن‬
‫تشمل الكتابة النثرية الفنية على إطلاقها‪ ،‬من حيث توخي مراعاة المقال‬
‫لمقتضى الحال‪ ،‬وتوظيف الكاتب لمعارفه في صقل إبداعه‪ ،‬ومعرفته‬
‫بدقائق اللغة واشتقاقاتها بحيث يختار المستعمل المشهور لا المهمل‬
‫المهجور‪ ،‬لكي يحظى باستحسان المتلقي له وفق أسلوب عصره‪.‬‬

  ‫وقد نقل عنه «القلقشندى» الكثير من النصوص‬                    ‫علي بن خلف من ُكتَّاب الإنشاء في الدولة‬
 ‫في موسوعة «صبح الأعشى»‪ .‬صدر كتاب «مواد‬
                                                           ‫الفاطمية‪ ،‬وكان كبار الأدباء والعلماء يضطلعون‬
     ‫البيان» لعلي بن خلف المصري عن منشورات‬
‫جامعة الفاتح‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ليبيا بتحقيق «حسين عبد‬            ‫بصياغة منشورات الدولة بأسلوب بلاغي‪ُ ،‬خ ِّصص‬
‫اللطيف» سنة ‪ ،1982‬في أكثر من سبعمائة صفحة‬                  ‫له ديوان الإنشاء‪ ،‬وتطلع إليه هؤلاء الصفوة من‬

                             ‫من القطع الكبير(‪.)1‬‬                  ‫الكتاب لما يكسبه إياهم من مكانة رفيعة‪.‬‬
   ‫يقول «علي بن خلف» عن هدفه من تأليف كتاب‬               ‫وخلَّف لنا ديوان الإنشاء رسائل أدبية بلغت شأ ًوا‬
‫«مواد البيان»‪« :‬و ِعلَّ ُة وضعنا لكتابنا هذا رغبتنا أن‬    ‫رفي ًعا من البلاغة مع صبغتها الرسمية‪ .‬أما كتاب‬
  ‫نصنف كتا ًبا جام ًعا لما تنظمه صناعة الكتابة من‬        ‫«مواد البيان» فهدفه تقديم مفاهيم البلاغة اللازمة‬
 ‫العلوم والآداب الخاصة بها‪ ،‬ليجد َمن ُيعني بهذه‬
                                                        ‫لفن الكتابة‪ ،‬والتمكن من صناعتها‪ ،‬والتحلي بآدابها‪.‬‬
   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71