Page 113 - m
P. 113
نون النسوة 1 1 1
لست أدري لماذا نخدع أنفسنا بهذه الزوبعة التي
تثور حول لا شيء حتَّام نصبر على هذا الألم الذي
لا ينتهي؟ متى نتدرع بالشجاعة الكافية فنعترف أن
حب الحياة أكذوبة وأن أعظم نعيم للناس جمي ًعا هو
الموت؟)»
تثبت الكاتبة عبر تبنيها لهذه الصورة هوية نفسية،
كان جمهورها قد اقتنع عبر قصائدها التي توجهت
توج ًها رومانسيًّا كان مرتب ًطا بمرحلة معينة،
مرحلة عمرية بالنسبة للشاعرة ،ومرحلة غضة من
السياقات الأدبية والفكرية في الوسط الأدبي العربي
والعراقي بشكل خاص.
فهو تخييل يأتي في سياق تصورات معينة عن
الشاعر ،يمكن أن نجد له تبري ًرا عبر أشكال
مشابهة قدمتها مث ًل مدرسة أبولو ،وعلى وجه
الخصوص علي محمود المهندس ،الذي أثر بشعر
نازك كثي ًرا .إذن هي محاولة للاقتراب من شكل
أحسته الشاعرة لصي ًقا بالذات الشاعرة وممث ًل لها،
مثل هذا التصور ستتنكر له فيما بعد عبر ما نقلته
فاطمة المحسن في كتابها مقالات في الشعر فتقول:
«يطلب والد سميرة عزام الأديبة الفلسطينية التي
عاشت عائلتها في العراق ،يطلب من نازك أن تطرح
خصلة التشاؤم من حياتها فتجيبه :ما أضخم هذه
الأسطورة التي يعرفها عني كل إنسان في العراق
وخارجه! أنا الآن مشهورة ولا يقوى إنسان على
تغيير فكرة الجمهور عني ،يالهم من مضحكين!
لو عرفوا أية فتاة متمردة تختفي وراء تشاؤمي
المزعوم» (مقالات في الشعر ،ص.)114
يد ُّل هذا الاقتباس على أن ثمة مسافة مخترقة بين
ذات الشاعرة الحقيقية وتلك المصنوعة عبر الشعر،
والتي تبررها هنا في مقدمتها ،ولأن المقدمة التي
تكتب للديوان هي بمثابة عتبة توجه بطريقة ما
القراءة أو الدراسة.
تكمل موضحة عن موضوع المطولة الفلسفي كما
تقول« :يدور حول الموت والحياة وما وراءهما من
أسرار .وقد تخلل القصيدة جزء منها شكوت فيه
المآسي التي سببتها الحرب العالمية الثانية التي
كانت تستعر في الغرب ودعوت إلى السلام ،وتغنيت
به ونددت بتجار الحروب وقاتلي البشر .ثم انتقلت
إلى الحديث إلى السعادة متسائل ًة إن كان لها وجود