Page 110 - m
P. 110

‫العـدد ‪56‬‬      ‫‪108‬‬

                                                  ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬   ‫د‪.‬إشراق سامي‬

                                                                          ‫(العراق)‬

  ‫«نازك الملائكة»‪ ..‬وتخييل‬
‫الذات عبر مقدمات الدواوين‬

‫تلك اللقاءات الصحفية التي أجابت فيها عن أسئلة‬        ‫لا أدري كم سيبدو هذا المقال معقو ًل‪ ،‬إذ خطر‬
  ‫معينة تخص حياتها وذكرياتها‪ ،‬وما كتب عنها‬
                                                      ‫لي الكتابة عن هذه السيدة المتميزة فكر ًّيا وأدبيًّا‬
‫اعتما ًدا على المقربين منها‪ ،‬مثل كتاب حياة شرارة‬     ‫في التاريخ الأدبي المعاصر للعراق‪ ،‬كتابة سيرية‬
  ‫الذي أشار لي الإعلامي ملهم الملائكة أن الكتاب‬   ‫لمنهجها الفكري في اختيار صورة ما وتقمصها‪ ،‬لكن‬
  ‫بأكمله كتب في بيتهم وتحت عناية واهتمام أمه‬       ‫هذه المرة عبر الكتابة المباشرة الواضحة في مقدمة‬
                  ‫إحسان الملائكة شقيقة نازك‪.‬‬           ‫الديوان وليس عبر الأقنعة والرموز في الشعر‪،‬‬
 ‫من هنا أردت أن أقوم بقراءة المقدمة التي كتبتها‬
 ‫لأعمالها الكاملة‪ ،‬وحاولت البحث فيها عن معنى‬            ‫فكرت بذلك لأني ومثل الكثيرين غيري أحمل‬
                                                  ‫للكاتبة صورة ضمنية لشخصية لها أبعادها الموثرة‬
                                                   ‫نسو ًّيا وإنسانيًّا وإدبيًّا‪ ،‬ومفهوم الأثر الثقافي الذي‬

                                                    ‫صنعته نازك الملائكة كان في الأساس مرتب ًطا إلى‬
                                                       ‫حد بعيد بشخصيتها الاستثنائية‪ ،‬فغير كونها‬
                                                       ‫شاعرة فهي أكاديمية وناقدة ومهتمة بالفنون‬

                                                     ‫ومثقفة كما أشارت لها فاطمة المحسن في كتابها‬
                                                    ‫مقالات في الشعر «لعل أهمية نازك الملائكة تتحدد‬

                                                      ‫ضمن اعتبارات كثيرة من بينها كونها الشاعرة‬
                                                  ‫العربية الأولى التي أشبعت دورها كمثقفة‪ ،‬ولم تكن‬
                                                   ‫هاوية أو صاحبة مزاج ووجدان تحاصره العاطفة‬

                                                                   ‫الأنثوية فيفيض الشعر» ص‪.94‬‬
                                                   ‫والغريب بالنسبة لي أن شخصية واعية بذاتها مثل‬
                                                   ‫نازك لم تترك سيرة ذاتية واضحة عنها‪ ،‬باستثناء‬
   105   106   107   108   109   110   111   112   113   114   115