Page 107 - m
P. 107
نون النسوة 1 0 5
المحيرة:
أنا أخلق الماضى البعي ْد
من فتنة الأمل الرغي ْد
وأعود أدفئه أنا
لأصوغ لى أم ًسا جدي ْد
غده جلي ْد
والذات تسأل من أنا..
فالغد بالنسبة إليها غامض مبهم محير،
وموضع تساؤلات كثيرة .ولأنها عاشقة
للكلمة ،تجد فيها ملاذها وخلاصها
من هذه المشاعر التى تصيبها بالسأم
أحيا ًنا ،وباليأس أحيا ًنا أخرى .أبدعت
قصيدة بعنوان (أغنية حب للكلمات)
تقول فيها:
فيم ن ْخش الكلمات
إن تكن أشواكها بالأمس يو ًما
جرحتنا
فلقد ل َّف ْت ذراع ْيها على أعناقنا
وأراق ْت عط َرها الحلو على أشواقنا
إن تكن أحرفها قد وخ َز ْتنا
ولو ْت أعناقها عنا
ولم تعطف علينا
فلكم أبق ْت وعو ًدا فى يدينا
وغدا تغمرنا عط ًرا وور ًدا وحيا ْة
آ ِه فأملأ كأست ْينا كلما ْت
هكذا تلوذ الشاعرة بالكلمات ،ربما
لأنها الخلاص الصادق مما تشعر
به من الدهشة والانتظار.
والشاعرة تحس بالغبرة دائ ًما،
حتى لو تسلَّت بالصداقة مع
الغير ،وهى تعترف بذلك
وكأنها تشخص الداء لكي
تتمكن من التخلص منه.
تقول فى قصيدة (غرباء):
أطفئ الشمع َة فال ُّروحا ِن في
لي ٍل كثي ِف
يسق ُط النو ُر على وجهي ِن في
لون الخريف
أو لا ُت ْبص ُر؟ عينانا ذبو ٌل..