Page 104 - m
P. 104

‫العـدد ‪56‬‬     ‫‪102‬‬

                                                    ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬   ‫أحمد سويلم‬

      ‫نازك الملائكة‪..‬‬
‫الشاعرة التي اهتمت‬

      ‫بقضايا الإنسان‬

                           ‫حز ٌن يتدفق‪ ..‬يلته ُب‬      ‫ربما تكون الفرصة مواتية لتصحيح بعض ما‬
                        ‫يتعثر فيه صدى الآها ْت‬
                                                       ‫استقر عليه النقاد طوال العقود السابقة‪ ..‬وإبراز‬
                            ‫فى كل فؤا ِد‪ ..‬غليا ْن‬    ‫حقيقة البداية لهذا اللون من الإبداع وهو (الشعر‬
                       ‫فى الكون الساكن أحزا ْن‬
            ‫فى كل مكان رو ٌح تصرخ فى الظلما ْت‬           ‫الحر) أو (شعر التفعيلة)‪ ..‬أو (الشعر المرسل‬
                                                     ‫المنطلق)‪ .‬فقد اتفق مؤرخو الشعر المعاصر على أن‬
                                            ‫‪...‬‬     ‫نازك الملائكة هى رائدة هذا اللون من الإبداع حينما‬
             ‫الكوليرا فى كهف الرعب مع الأشلا ْء‬     ‫نشرت قصيدتها (الكوليرا) عام ‪ 1947‬وبدأتها على‬

                         ‫فى صمت الأبد القاسي‬                                             ‫هذا النحو‪:‬‬
                               ‫حيث الموت دوا ْء‬                                          ‫سكن الليل‬
                                                                          ‫أصغ إلى وقع صدى الأنات‬
‫نعم‪ ..‬مثلت هذه القصيدة انقلابا فى الشعر العربي‬               ‫فى عمق الظلم ِة تحت الصم ِت على الأموات‬
‫المعاصر وتجاهل النقاد تجارب أخرى سبقت هذه‬                                   ‫صرخات تعلو‪ ..‬تضطر ُب‬

 ‫القصيدة‪ ،‬أردنا هنا أن نبدأ بذكر بعضها‪ ،‬ونحن‬
   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109