Page 101 - m
P. 101

‫‪99‬‬                 ‫إبداع ومبدعون‬

                   ‫القصة في اليمن‬

‫دامس‪ .‬أحست به حينها يحرك مرفقه الذي‬
‫يلامس ذراعها‪ ..‬تجاهلت الأمر‪ ،‬فاذا به يفعلها‬
‫ثانية‪ .‬كان يحرك مرفقه باستمرا ٍر إلى الداخل‬
‫والخارج‪ .‬تسرب الخوف إلى نفسها وظنَّت أنه‬
 ‫أن تحسم أمره‬      ‫يتع َّمد لمسها بأ ِّي طريقة‪ .‬قررت‬
     ‫إليه بحرك ٍة‬  ‫قبل أن يتمادى فالتفتت‬   ‫واسرحيد ًعٍةا‬
                   ‫ورأته يفعلها‪ ..‬بمساعدة‬
‫أضواء السيارات‬
‫المارة والقمر وعمود نو ٍر يتي ٍم في طرف الشارع‬
‫رأته يفعلها‪ ،‬رأته يقحم يده داخل سرواله ثم‬
‫يحركها بسرعة‪ .‬لم تستطع فتح فمها‪ ..‬صعقت!‬
‫نظرت عبر النافذة وهي تلصق جسدها المقشعر‬
‫بجسد الحافلة أكثر وأكثر‪ .‬سمعته يتأوه بصوت‬
‫منخفض فتقلصت معدتها بقوة‪ .‬كانت تخشى أن‬
‫يسمع ضربات قلبها الهائج أو أفكارها المتدافعة‪،‬‬
‫أو أن يعرف بطريقة ما كم هي مرعوبة الآن‪.‬‬
‫لم تختبر شيئًا كهذا من قبل‪ ،‬لم تسمع بشيء‬
‫كهذا من قبل‪ .‬هو لا يتحدث إليها ولا يلمسها‪..‬‬
‫ليس تحر ًشا لفظيًّا ولا جسد ًّيا‪ .‬إ ًذا ما هو؟ ما‬
‫تصنيف فعل ُيشعرها بكل هذا القدر من الخوف‬
  ‫والتقزز؟ ألا يستطيع شخ ٌص آخر ملاحظة ما‬
 ‫يحدث؟! وكم سيمضي من الوقت قبل أن يقرر‬
‫صاحب القميص الأزرق تغيير ملعبه من جسده‬
                                   ‫إلى جسدها!‬
‫رحل ٌة عادي ٌة من الموقف إلى محطتها الأخيرة‬
‫تستغرق حوالي ساعة ونصف عاد ًة بالإضافة‬
    ‫لعشر دقائق أخرى تقضيها في السير من‬
‫الشارع الرئيسي إلى البيت‪ .‬لم تنظر لساعة‬
‫هاتفها أول ما ركبت لذا هي لا تعلم بالتحديد‬
‫متى بدأت الرحلة‪ .‬كل ما يمكنها فعله الآن هو‬
‫حساب الزمن بالأخذ في الاعتبار سرعة الحافلة‪،‬‬
‫المسافة المتبقية‪ ،‬الوقت الذي سيضيع بسبب‬
‫الوقفات المتكررة وإهمال مقاومة الهواء رغم أنه‬
‫أجنميت ٌلصومدعذل ٌعبشوربايرند‪.‬دقعيقشٍةرأوخنردىقيبقينةمإاذين‪.‬س‪.‬تكعليشهاف‬
‫جارها أعضاءه الحساسة ويتأوه بلا خج ٍل في‬
‫أذنيها‪ .‬إما هذا أو أن تصرخ آمل ًة أن يقف بقية‬
‫الركاب في صفها‪ ..‬لكنها مخاطر ٌة كبيرة‪ ،‬لقد‬
‫سمعت الكثير من القصص المشابهة التي لم‬
‫تنت ِه جي ًدا بالنسبة للضحية ‪-‬إن كانت تعتبر‬
   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106