Page 97 - m
P. 97

‫‪95‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫القصة في اليمن‬

    ‫بجانب صورته أنه حصل على دكتوراة بعنوان‬                ‫طيور كفقرات غنائية ترفعني قلي ًل عن الأرض‪،‬‬
                    ‫(الجانب الغريزي عند المرأة)‪.‬‬          ‫شعيرات ذقنه الناتئة تمشط بطني ويتبعها آثار‬
                                                         ‫لسانه ري ًقا رطبًا يسقي بها الحنايا الجافة وعلى‬
   ‫في صباح يع ُّم على نصف الكرة الأرضية تشاهد‬            ‫مهل يقيس بأصبعيه مدقة زهرة مفتحة ببتلتين‬
    ‫امرأة ستوري رج ًل‪ ..‬تبتسم‪ ..‬تخضر ورقة في‬          ‫ويمص كنحلة رحيق الزهرة‪ ،‬يشربه ليخرجه عس ًل‬
   ‫جسدها‪ ..‬توقف الصورة وتأخذ لقطة شاشة ثم‬                ‫بلون نواياه‪ ،‬أبيض النوايا زياد‪ ،‬يصبه في خابية‬

                                          ‫ُتعلِّق‪:‬‬                                       ‫مدورة رطبة‪.‬‬
            ‫وجد ُتها‪ ،‬صرخ ْت لهفتي تجاه صورتك‬           ‫زياد الرجل الذي أحببت ولم يحبني‪ ،‬كان يبادلني‬
                                                      ‫الشهوة والرغبة‪ ،‬قالها صراحة‪ :‬لا تناديني حبيبي‪،‬‬
                           ‫التي حلَّت لغز ولهي‪..‬‬       ‫حبيبي التي أتنفسها فتخرج عنوة حين أنغمس في‬
                              ‫يالوجهك والعينان‬        ‫العاطفة معه وأنسى طبيعة العلاقة بيننا ‪-‬تلبية نداء‬
                                ‫صدرك وذراعك‬             ‫الجسد وكفى‪ -‬هكذا كان الأمر لديه ولم أشاطره‬
                                   ‫حلاوة يدك‪..‬‬
                             ‫سبحان من كونك!!‬                               ‫الرأي‪ ..‬فجسدي يتبع الحب‪.‬‬
                                                      ‫أرسل له خاطرة أو ما يشبه الشعر أشاركه يومي‪..‬‬
                       ‫هل شعرت بطراوة نهدي؟‬
                        ‫فعل انعكاسي لا يد لي به‬         ‫أخبره بها عني فلا يبقي في باله أني فكرة ممتعة‪،‬‬
          ‫أن وضعتك على صدري‪ ،‬أضمك باليدين‬              ‫علَّه يزيد في العلاقة‪ ..‬علَّه يرى كلي أو يراني ُم ْر َف ًقا‬

                                      ‫ما أجملك!‬            ‫مع جسدي الذي يمنح جسده الراحة والمتعة‪..‬‬
                 ‫لا شأن لنا بالرغبة حين تشتعل‪:‬‬          ‫لكن زياد اختفى فجأة دون أن يترك خي ًطا رفي ًعا‬

                         ‫كما أنت بفخامة الإغواء‬                                      ‫للتواصل أو أث ًرا‪.‬‬
                            ‫جسدي فوق جسدك‬               ‫مرت شهور لا بل سنة وفي كل يوم كنت أترك في‬
                                                         ‫إيميله رسالة‪ ..‬راحت كلمات الرسائل تقل روي ًدا‬
                       ‫أرخي شفت َّي على أصابعك‬
‫أصب ًعا تلو أصبع تلو أصبع (ليس للنحو هنا أهمية)‬                ‫حتى اكتفيت بكلمتين‪ :‬وينك زياد‪ ..‬بحبك‪.‬‬
                                                         ‫حزن جسدي حين رأى عاطفتي المنكسرة‪ ،‬غادر‬
                    ‫ماذا لو رسم ُت الغواية ريشة‬          ‫الصهيل دمي ولم يعد من أحد يطفو على مجراه‬
                        ‫تختبئ تحت تي‪ -‬شيرتك‬
                                                            ‫يدغدغ سما شراييني الذابلة ولم أعد كما بدا‬
                   ‫وانسلت يدي على حقل صدرك‬             ‫جسدي آنذاك لابنة الرابعة عشرة‪ ..‬كأن العمر يمر‬
                     ‫وفرك أصبع َّي حلمتك كعصا‬         ‫سري ًعا على الجسد دون ذاك النسغ الوارف بالإثارة‬
                     ‫لأوقد نا ًرا في عشب رغبتك؟!‬        ‫والرغبة‪ ،‬كأن الطاقة الكامنة في الجسد تهمد كلما‬
                         ‫ماذا لو مال كلي على كلك‬
                                                                          ‫أغلقت مسارب الغرائز الأولى‪.‬‬
              ‫بخفة ظبي تنقل نهداي على مبسمك‪.‬‬          ‫غاب حتى اعتقدت أن نصف الأرض معتم لا محالة‪،‬‬
                  ‫ليتك‪ ،‬ليتك فقط‪ ،‬أكملت الصورة‬
                  ‫ليعبر ماء جدولك سحر مغارتي‬              ‫وأن ما جرى ضرب من الخيال على رأس امرأة‬
                     ‫وأصب شبق الكلمات الملتهبة‬             ‫وريثة الأنثى الأولى‪ ،‬لتخلق رج ًل تمارس معه‬
                        ‫فحي ًحا في أذنك وأُ َأذن بها‬     ‫نشوة ملحاحة كالطبيعة حين لا بد أن تعرب عن‬
                             ‫ح ِّي على خير العمل‬
                                ‫قد قامت الصلاة‬                                                 ‫رأيها‪.‬‬
                                ‫قد قامت الصلاة‬            ‫في النصف الأخر من العالم‪ ،‬يجلس رجل ينظر‬
                                      ‫ما أكبرك!‬         ‫صوره يختار واحدة لوجهه وصدره ويداه تحمل‬
                                                      ‫شهادة‪ ،‬ويضعها كستوري‪ ..‬رجل يعود من الغياب‬
                                                            ‫بعد سنة‪ ،‬إذا لم يكن ضر ًبا من الخيال‪ ،‬يكتب‬
   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102