Page 243 - m
P. 243

‫‪241‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫فنون‬

    ‫لونيًّا‪ ،‬أو حضو ًرا لأشكال على‬    ‫ماهيتها كمنسوجة ضمن حياكة‬               ‫القراءة ذات الصلة برؤى تقنية‬
   ‫هيئة تركيبة كلاسيكية عادة ما‬        ‫مخصوصة‪ ،‬ومظاهر الاستغناء‬             ‫مباشرة‪ ،‬وتجليات دلالية أنتجتها‬
  ‫تكون داخل إطار‪ ،‬وتحمل طاب ًعا‬      ‫عن هذا التناول التقليدي تتجلى في‬         ‫تلك التفاعلات التقنية‪ ،‬والأنماط‬
   ‫يذكر بخصوصية مكان تواجد‬           ‫إعطاء روح لهذا المنطلق من خلال‬
  ‫الفنان‪ ،‬ليعبر عن مميزات محيط‬          ‫إخراجه من البعد الاستهلاكي‬                ‫التركيبية التي ولدت جوهر‬
   ‫تواجده‪ ،‬غير أن التجربة‪ ،‬وعلى‬                                               ‫أطروحة مفادها شكل التضايف‬
 ‫إثر استجلاء تعبيرية المنسوجات‬            ‫وإلباسه طاب ًعا فنيًّا ينقله إلى‬     ‫الفني بين الوظيفي والتشكيلي‪،‬‬
   ‫المعروضة‪ ،‬بالإمكان أن نلامس‬                      ‫التناول المعاصر‪.‬‬
                                                                                 ‫وما يحققه من جمالية بديلة‬
      ‫خلالها أسلو ًبا مخال ًفا يعبر‬           ‫فالمتعارف عليه عادة أن‬        ‫تتخلص من العرض الفني المباشر‬
   ‫وبشكل صارخ عن الأثر الفني‬           ‫للمنسوجة إخرا ًجا هيكليًّا ينهل‬
                                      ‫من طابع التقليد‪ ،‬ويحتفي بإرث‬             ‫والمتزامن مع الحرفي الصرف‪.‬‬
      ‫وعلاقته بذات المنتج‪ ،‬أي أن‬      ‫حضاري وفق مسحة تنزاح عن‬                ‫إذ تجربة فاطمة بلغيث قد حادت‬
 ‫السعي الحقيقي كان وراء تعرية‬          ‫المرجعية الواقعية‪ ،‬كما بالإمكان‬      ‫عن تناول الغطاء الصوفي على أنه‬
                                                                            ‫ضرورة فعل‪ ،‬ووسيلة تشكيل‪ ،‬أو‬
   ‫الجوانب الأسلوبية المدرجة في‬             ‫أن تكون المنسوجة مزي ًجا‬         ‫محمل ُتوزع فيه هيكلة تعلن عن‬
  ‫المنسوجات وما تحويه من أبعاد‬

   ‫مهارية غزيرة لغاية نقل حدث‬
 ‫معلن من مسار الصنعة والحرفة‬
  ‫إلى مجالات الإبداع أين تنكشف‬

      ‫لعين المشاهد تلك الشحنات‬
 ‫التعبيرية المتساوقة مع معالجات‬
 ‫مادية فريدة تحاكي ذاتية الفنان‪،‬‬
‫فتنعكس صورته وقدراته‪ ،‬وحركة‬

    ‫الفعل التشكيلي خاصته لحظة‬
‫الإنشاء الفني‪ ،‬لتلخص قوة المنهج‬
‫الأسلوبي المتبع والذي فك ارتباطه‬

          ‫من رتابة الاستهلاكي‪.‬‬
  ‫من خلال قراءة بصرية تأويلية‬
  ‫للمنسوجات يمكن الحكم على أن‬
  ‫الحركة بدت متنامية أثناء الأداء‬
    ‫التشكيلي وزمن الإنجاز‪ ،‬وهي‬

     ‫حركة غايتها تفعيل السواكن‬
      ‫داخل فضاء تقليدي المنشأ‪،‬‬

   ‫فالغطاء الصوفي لا يندرج فقط‬
‫ضمن خانة الاستهلاك والوظيفة‪،‬‬

      ‫بل يندرج كذلك ضمن خانة‬
     ‫اللوحة المنسوجة ذات الأبعاد‬
      ‫الكلاسيكية التقليدية‪ ،‬ودور‬
‫الفنانة في هذه التجربة كان بمثابة‬
  ‫التحدي الذي راهن على توظيف‬
    ‫منطلق تقليدي والدفع به نحو‬
   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248