Page 244 - m
P. 244
جميع زوايا القراءات ليربط الدوال العـدد 56 242
باعتبارها تصورات صورية مادية
بمدلولاتها التي تتحدد في الجوانب أغسطس ٢٠٢3 تجربة تنزاح بشكل جزئي وكلي
عن طبيعة المستهلك ،وهي تجربة
الذهنية والمعاني التعبيرية فاطمة بلغيث أنشأت صورة بديلة غطت مواطن
والمضامين الفكرية. قصور تنحصر في زاوية المعتاد
فقد تنظر إلى المنسوجات فترى والمألوف ،لتقلع بالفعل نحو
داخلها ذوا ًتا متحركة وشخو ًصا بدائل مرئية أنتجت منسوجات
ثابتة ،وقد ُتخضع تلك الأشكال
والخطوط الهندسية منها والغنائية على شاكلة لوحات تجريدية
إلى قراءة تأويلية فتنظر إلى تلك توحي بتقارب كبير بين الحياكة
الفواعل على أنها سكون وحركة، الصوفية والنسيج الفني وأسلوب
ومادة وروح ،واستدارة خصبة التصوير في تجلياته التجريدية.
وسط صلابة ،وأجساد رخوة كما أوجدت في منسوجاتها
ثنائيات متناقضة زادت في ثراء
تشكلها فأثثتها بألوان متباينة
وأشكال سابحة راوحت بين
هندسية وغنائية ،وكثافة في
توزيع مفردات بدت تراوح بين
ملء وفراغ ،وبين الفراغ والفراغ
تتجسد تركيبات تتحسسها عبر
توليف بصري يساهم في تكوين
مشهدية مخفية يختزلها ما
يعادل تشكيليًّا تلك التكوينات،
وكذلك خطوط تؤسس لدينامية لا
تستكين يلعب فيه الغطاء الصوفي
دور المحمل الوعاء المتقبل ،وكذلك
دور التكوين المنحصر في الهيكلة
والشكل ،كما لا يمكن إهمال
الحركة الانسيابية للتركيبة
المنفلتة المكتسحة لأطر أضحت
وهمية ،لتخرج أشكال المنسوجة
يربطها خيط ناظم بين مساحة
الفعل والفضاء الخارجي ،وهو
أسلوب أوجدت من خلاله الفنانة
قراءة جديدة تملكت على إثرها
الداخل والخارج ،وتخلصت من
طبيعة الغطاء وماهيته التقليدية
والوظيفية ليلعب دو ًرا بدي ًل يعدم
كليًّا النظر إليه على أساس تسمية
سطحية واستغلال وظيفي ،ويفتح
المجال أمام قارئ متعدد يقتحم