Page 240 - m
P. 240
العـدد 56 238
أغسطس ٢٠٢3
آخي ًرا ..وصلت إحدى البداية ألتحق ببرامج تعليم اللغة وتنتقل من ولاية إلى أخرى ،لا
رواياتك إلى القائمة القصيرة كمدرسة للغة العربية ،قضيت فرق بين الشمال والجنوب سوى
لجائزة البوكر العربية ،وهي
جائزة إماراتية كبرى ..كيف وقتًا طوي ًل حتَّى تد َّرج ُت أكاديميًّا في الكثافة السكانية ،وطبيعة
ترين واقع الجوائز في الوطن وعادلت درجة الدكتوارة ،وتم المهاجرين ديموجرافيًّا ،فأريزونا
تعييني كأستاذ للأدب العربي مث ًل هي أحد محطات المتسللين
العربي؟ هل تدفع باتجاه الحديث وليس مدر ًسا للغة
نوع معين من الكتابة -كما من المكسيك وأمريكا اللاتينية،
يشاع -مثلما يدفع برنامج العربية ،تدريس العربية مثله مثل وأصبحت بعد ذلك ولاية
شاعر المليون ناحية الشعر تدريس أي لغة في كلية اللغات
القديم؟ وما الذي ينقصنا في العالمية ،مجرد سوق للعرض مستقبلة للاجئين الصوماليين
مصر لكي تكون لدينا جوائز والطلب ،ويتوقف الإقبال عليها والسودانيين ثم العراقين ،على
بحاجة الدولة للتوظيف ،بالطبع عكس ولايات أخرى استقبلت
بحجم البوكر وكتارا؟ بعد الحادي عشر من سبتمبر نو ًعا آخر من المهاجرين كالأفارقة
لقد وصلت روايتي «بروكلين وغزو العراق كان الطلب على اللغة أو الصينين ،أو السوريين،
هايتس» قبل ذلك للقائمة القصيرة العزبية كبي ًرا ،وأصبح تدريس تتكون الجيوب العرقية بموازيك
اللغة العربية مطلو ًبا للمترجمين أو فسيفساء عرقية مختلفة كل
للبوكر ،وأنا سعيدة بوصول والدبلوماسيين ولأهداف مرة ،لكنها تتشابه في دينامياتها
روايتي «أيام الشمس المشرقة» استخبارتية وأمنية.
للقائمة مرة ثانية ،الجوائز بشكل طالب اللغة العربية مختلف وطبيعتها وما تؤول إليه في
عام تخلق منا ًخا تنافسيًّا وتشجع ودوافعه مختلفة ،في السنوات النهاية.
حتى الهواة على احتراف الكتابة، الأخيرة ق َّل الطلب علي دراسة
وهي ضرورة لسوق الكتاب ،وكما اللغة العربية وازدهرت أقسام من واقع مشاهداتي أي ًضا
أقول دائ ًما :نحن لم نبتكر الجوائز، اللغة الروسية والسيلافية فإن معظم من يدرسون
فكل الآداب العالمية صنعت جوائز والصينية وغيرها من اللغات، اللغة والأدب العربي
كبرى ساهمت في التعريف ب ُكتَّابها. في المدارس والجامعات
تتراوح الجوائز بالطبع في قيمتها بالنسبة لي فقد كان تركيزي منذ الأمريكية هم العرب،
المادية والمعنوية ،لكنها تخلق روا ًجا البداية هو تدريس الأدب العربي ويدرسونها من باب
وجد ًل صحيًّا ومفي ًدا حتى ولو كان الاستسهال كلغة ثانية
ذلك عبر المعارك الصغيرة والكبيرة مترج ًما ،درست الكثير من
التي تدور حولها ،المهم أن تظل النصوص الأدبية التي ترجمت لأنهم يعرفونها على مستوى
شفافة وأن تحافظ على مصداقيتها المحادثة على الأقل ،لذلك
للغة الإنجليزية حديثًا ،وهي لا يهتمون باللغة كلغة أو
واستدامتها ،للأسف الجوائز كثيرة بالمناسبة ،ونجحت من بالأدب كأدب ..هل هذا
المصرية لم تعد لها قيمة وذلك أن أجعل من تلك الفصول جز ًءا
محزن ،لكن الجوائز العربية المتعددة من مناهج أخرى ،مثل دراسة الانطباع صحيح؟ وما هي
صنعت أسماء جديدة ،وساهمت في العلوم السياسية والأدب المقارن أهم ملامح تجربتك كأستاذ
اكتشاف روايات جميلة ،ولا بد أن والدراسات الإنسانية ،أي تقوم
نعترف بأنها حققت روا ًجا كبي ًرا في بجانب محتواها الأدبي بالتعريف للغة والأدب العربيين في
بشكل عام بالشرق الأوسط الجامعات الأمريكية؟
سوق الكتاب وثقافته ،وتحاول أن تجعل من
دراسة الأدب معب ًرا لمناقشة د َّرست في عدد كبير ج ًّدا من
القضايا الكبرى التي قد تجذب الجامعات الأمريكية ،فقد كنت في
اهتمام الطلاب.