Page 252 - m
P. 252

‫العـدد ‪56‬‬                            ‫‪250‬‬

                                                                    ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬

‫أمينة السعيد‪..‬‬

‫الرائدة المبدعة‬
                                                ‫جلال الصياد‬

‫أمينة السعيد‬                             ‫والبنات فى المدرسة‪ ،‬ولكن تحت‬           ‫بداية الأمل‬
                                        ‫الرقابة‪ ،‬ويحترم النساء والبنات‪،‬‬
      ‫وأخوالي ثوار‪ ،‬لذلك قام الإنجليز‬   ‫ومن شدة حرصه على تعليمهن‪..‬‬       ‫ولدت أمينه السعيد فى القاهرة‬
        ‫بنفيهم من مصر لمده ‪ 13‬عا ًما‪،‬‬  ‫روت أمينه السعيد عن والدها‪ :‬أنه‬
                                       ‫عندما كان على فراش الموت‪ ،‬جمع‬           ‫فى ‪ 20‬من مايو عام ‪،1914‬‬
     ‫عاشوا خلالها فى سويسرا‪ .‬والأم‬                                           ‫وعاشت مع أسرتها فى مدينه‬
       ‫كانت تحكى لهن قصص الثورة‬            ‫بناته وطلب منهن أن يقسمن‬      ‫أسيوط‪ ،‬فى حي الحمرة‪ ،‬وهو حي‬
           ‫بدل الحواديت‪ ،‬وبعد انتهاء‬     ‫أمامه‪ ،‬أنهن لن يتزوجن إلا بعد‬     ‫راق إلى حد ما‪ .‬كان كبار رجال‬
         ‫الثورة‪ ،‬أفرج عن والدها‪ ،‬فرد‬   ‫إتمام التعليم الجامعى‪ ،‬مهما كانت‬    ‫أسيوط يحبون أسرتها وخاصة‬
         ‫التحيه لأهل أسيوط ورجالها‪،‬‬    ‫الظروف‪ .‬وتؤكد أنهن حفظن هذا‬         ‫الوالد الطبيب المشهور أحمد بك‬
          ‫حتى مدير الأمن والحكمدار‪.‬‬       ‫العهد‪ .‬وتحكى عن أمها فتقول‪:‬‬        ‫السعيد‪ ،‬ويحملون له كل الود‬
                                                                           ‫والتقدير‪ .‬كانت معجبة بوالدها‪،‬‬
     ‫أمينة السعيد فى القاهرة‬                ‫أما الأم فكانت من القاهرة‪..‬‬      ‫وتشعر بسعادة غامرة عندما‬
                                       ‫الوجه صبوح أبيض كفلقه القمر‪،‬‬         ‫يأتى ذكره‪ ،‬فتقول‪ :‬والدى كان‬
     ‫اصطحب الوالد أسرته إلى القاهرة‬     ‫والخدود حمراء جميلة بمقاييس‬      ‫رج ًل أسمر‪ ،‬رغم أنه من محافظة‬
           ‫تار ًكا اسمه اللامع كطبيب‪،‬‬                                       ‫الدقهلية‪ ،‬وحتى الآن لم نعرف‬
                                           ‫المرأه فى ذلك الزمان‪ ..‬ودودة‬   ‫لماذا ذهب إلى أسيوط للحياة فيها‬
       ‫ومضحيًا بحياته المهنية‪ ،‬لإلحاق‬    ‫محبة لأولادها وزوجها‪ ،‬عنصر‬      ‫ويصنع مجده وشهرته‪ .‬وتضيف‬
           ‫بناته بالمدرسة التى أنشئت‬     ‫التهدئه فى البيت‪ ،‬وعن أسرتها‪،‬‬       ‫أنه لم يكن به جمال يستهوى‬
           ‫حديثًا فى ذلك الوقت‪ ،‬وهى‬    ‫قالت‪ :‬ماء الثوره يجرى فى عروق‬          ‫المرأة‪ ،‬وكانت كلمته واحدة‪..‬‬

         ‫مدرسه الحلمية العليا للبنات‪.‬‬     ‫الأسرة الثائرة الرافضة للقهر‬          ‫فالقول مستنير‪ ،‬والسلوك‬
       ‫كان المدرسون أجانب‪ ،‬ومهتمين‬     ‫والاستعمار‪ ..‬منذ عشرات السنين‬     ‫مستقيم‪ ،‬محب لبناته الثماني‪ ،‬لكن‬
       ‫باللغات‪ ،‬فالتحقت بها لأن تعليم‬
                                                                           ‫القدر قد أصابه‪ ..‬فرحلت منهن‬
                                                                          ‫أربع وعاشت أربع‪ ،‬وكان ترتيب‬
                                                                         ‫أمينه بالنسبة للأحياء الثالثة حيث‬
                                                                         ‫تكبرها كريمة وعزيزة‪ ،‬وتصغرها‬
                                                                          ‫شقيقتها عظيمة‪ ،‬أما فاطمة‪ ..‬فقد‬

                                                                                   ‫رحلت عن الدنيا مبك ًرا‪.‬‬
                                                                         ‫كان الأب حري ًصا على تعليم بناته‪،‬‬

                                                                           ‫وكان يوافق على اختلاط الأولاد‬
   247   248   249   250   251   252   253   254   255   256   257