Page 255 - m
P. 255

‫‪253‬‬          ‫ثقافات وفنون‬

             ‫شخصيات‬

                                                                          ‫مجلة حواء‬

‫فوزيه مهران‬  ‫عبد القادر حاتم‬                             ‫رشاد كامل‬          ‫فكرة مجلة حواء‪ ،‬كانت موجودة‬
                                                                           ‫عند شكرى وإميل زيدان‪ ،‬حيث لم‬
   ‫العون‪ ،‬وأقصى آيات المساعدة‪.‬‬            ‫على رسائل القراء أحد الكتاب‬
      ‫أقعنت الجميع باتقاد ذهنها‪،‬‬      ‫المشهورين‪ .‬وعندما جاء الدور على‬        ‫يكن فى مصر فى ذلك الوقت من‬
                                                                           ‫المجلات النسائية سوى مجلة بنت‬
   ‫وسلامة رأيها‪ ،‬وحسن تفكيرها‬             ‫أمينة السعيد‪ ،‬نشرت ردودها‪،‬‬      ‫النيل لصاحبتها ورئيسة تحريرها‬
   ‫وحكمتها‪ ..‬حتى الرجال الكبار‪،‬‬        ‫فوجئ العاملون بالمجلة بالرسائل‬
  ‫ممن كانت تشتبك معهم بخلاف‪،‬‬            ‫تنهال عليهم من القراء‪ ،‬يطالبون‬          ‫الدكتورة درية شفيق‪ ،‬وكان‬
    ‫وتوجه نقدها العنيف لأسلوب‬                                                  ‫يشرف على تحريرها الدكتور‬
‫عملهم‪ ،‬كانوا يهرعون إليها ويبثون‬           ‫بأن ترد عليهم أمينة السعيد‪،‬‬    ‫إبراهيم عبده‪ ،‬كانت مجلة اجتماعية‬
                                      ‫وتمسكت هى أيضا بالباب فجعلته‬          ‫أدبية تصدر بصفة شهرية‪ ،‬وقد‬
        ‫همومهم العامة والخاصة‪.‬‬                                                  ‫استمرت فى الظهور منذ عام‬
 ‫انتقل من كونه با ًبا صح ًّفا بمجلة‪،‬‬     ‫كما قالت الكاتبه فوزيه مهران‪:‬‬         ‫‪ ،1945‬حتى توقفت فى يونيو‬
                                        ‫نموذ ًجا لبرلمان يدور فيه الحوار‬    ‫‪ .1957‬هذا ما أنبت فكرة إصدار‬
       ‫إلى ساحه للرأى‪ ،‬ومساحة‬         ‫والنقاش‪ ،‬وهو بمثابه عيادة نفسية‬     ‫مجلة نسائية عن دار الهلال‪ ،‬وبعد‬
  ‫ديمقراطية ومنبر للحوار‪ ،‬أصبح‬                                               ‫محاولات ظهرت مجلة حواء إلى‬
                                         ‫شعبية‪ ،‬ومنتجع صحى لتبادل‬             ‫النور فى منتصف يناير واسند‬
     ‫صفحات من موسوعة ترصد‬               ‫الرأى والمشورة‪ ،‬أو جامعة أهلية‬          ‫إليها مسئوليتها عام ‪.1955‬‬
  ‫التجارب والمتغيرات الاجتماعية‪،‬‬        ‫تؤهلنا للعمل القويم‪ ،‬والأسلوب‬      ‫وتقول أمينة السعيد في مذكراتها‪:‬‬
‫واختلاف القيم التى تحكم السلوك‬         ‫السوى‪ ،‬ونتزود من السيدة أمينة‬       ‫كان إيمانى كبي ًرا بأن تكون مجلة‬
‫فى المجتمع‪ ،‬ومسر ًحا شعبيًّا‪ ،‬تقدم‬    ‫السعيد‪ ،‬بمهارات وخبرات مبدعة‪،‬‬       ‫حواء لها رسالة‪ ،‬وأن تحقق الهدف‬
 ‫عليه لحظات‪ ،‬ومفارقات من حياة‬            ‫ونكتشف قوى وطاقات كامنة‪.‬‬            ‫الذى صدرت من أجله‪ .‬ألا وهى‬
 ‫الناس وتطلعاتهم إلى العدل‪ .‬كانت‬       ‫تأتيها واحدة من سيدات المجتمع‬       ‫التطور فى كل شيء يخص المرأه‪.‬‬
   ‫تصوغ الحاله بأسلوب درامى‪،‬‬            ‫وتسر اليها بمشكلتها الخاصة‪..‬‬       ‫فالى جانب خروج المرأة للعمل‪ ،‬لم‬
 ‫وعرض شيق‪ ،‬وسرد فنى‪ ،‬يصل‬              ‫فتجد ح ًّل‪ ..‬وفك ًرا‪ ..‬وتسعى عاملة‬    ‫تغفل المجلة الارتقاء بذوق المرأه‪،‬‬
   ‫إلى مستوى القصص الإبداعية‪،‬‬                                               ‫وشكلها‪ ،‬بجانب عقليتها وحياتها‬
   ‫واللحظات الفنية البراقة‪ ،‬توحد‬           ‫صغيرة‪ ..‬أو خادمة بشكواها‬
                                         ‫ومعاناتها‪ ،‬فتسندها وتقدم لها‬            ‫الأسرية‪ ،‬وملابسها وبيتها‬
                                                                                                ‫ومطبخها‪.‬‬

                                                                              ‫احتفى بها إميل زيدان‪ ،‬وكلفها‬
                                                                                ‫بكتابة أول باب فى الصحافة‬
                                                                                 ‫المصرية‪ ،‬للرد على الرسائل‬
                                                                                  ‫العاطفية للقراء تحت اسم‬

                                                                           ‫“اسألينى”‪ ،‬توقعت أن ترسل لها‬
                                                                             ‫المرأة مشاكلها‪ ..‬ولكنها فؤجئت‬
                                                                            ‫أن الرسائل معظمها من الرجال‪،‬‬
                                                                             ‫فتحول اسم الباب الى اسالونى!‬
                                                                               ‫هذا الباب الشهير الذى كانت‬
                                                                             ‫تنشره مجلة المصور لم يكن له‬

                                                                           ‫كاتب واحد‪ ،‬وإنما كل أسبوع يرد‬
   250   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260