Page 259 - m
P. 259

‫‪257‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫شخصيات‬

              ‫رضوى عاشور‬                 ‫أنطونيو جالا‬                  ‫لوركا‪ ،‬ولكن الرأى السائد أنه‬
                                                                      ‫أعدم من قبل الحكومة‪ ،‬فقد تم‬
       ‫يراها‪ ،‬وهي لا ترى شيئًا‪.‬‬                      ‫‪)2017 :34‬‬       ‫اعتقاله قبلها بعدة أيام ولكن لا‬
‫بعد ذلك شعر لوركا بأن غرناطة‬          ‫ونجد أن قصيدة «الخضراء»‬      ‫أح ًدا يعلم أين جثمانه وكيف مات‬
                                    ‫من كتاب الأغاني الغجرية التي‬
     ‫تضيق به‪ ،‬فهو يحتاج مكا ًنا‬       ‫نستعرض منها جز ًءا بها كل‬           ‫لتتحقق نبوءته عندما قال‪:‬‬
 ‫أكثر شمو ًل وأتسا ًعا حتى تظهر‬      ‫ما تأثر به في طفولته وأختزله‬                 ‫عبر أشجار الغار‬
                                  ‫عقله من وصف للطبيعه بجمالها‬
    ‫موهبته الشعرية‪ ،‬فسافر إلى‬     ‫وأساطيرها التي لن تجدها ألا في‬                ‫تطير حمامتان دكنا‬
  ‫مدريد عام ‪ 1919‬وهناك تعرف‬                                               ‫وإن كانت أولاهما الشمس‬
   ‫على شعراء إسبان وتاثر بهم‪،‬‬                           ‫الأندلس‪:‬‬
   ‫وأيضا بالشاعر النيجاركواني‬                     ‫أخضر‪ ،‬أخضر‪،‬‬                 ‫والأخرى كانت القمر‬
   ‫روبن داريو‪ ،‬وتعرف علي أهم‬      ‫كم أحبك يا أخضر! رياح خضر‪،‬‬       ‫قلت لهما‪ :‬أيا جارتيَّا‪ ،‬أين قبري؟‬
‫التيارات الأوربية‪ ،‬ثم كتب ديوانه‬       ‫وأفنان خضراء‪ .‬السفينة في‬
                                                                            ‫قالت الشمس‪ :‬في ذيلي‪.‬‬
            ‫«لقاء قوقع مغامر»‪:‬‬                            ‫البحر‪،‬‬        ‫وقال القمر‪ :‬في حلقي‪( .‬ماهر‬
                ‫الصباح الهادئ‬                 ‫والجواد في الجبال‪،‬‬        ‫البطوطي‪ ،‬ص ‪)2017 :138‬‬
                                           ‫وهي تحلم في شرفتها‪،‬‬
         ‫ينضح عذوب ًة صبيانية‪.‬‬    ‫والظلال تتراقص على خاصرتها‪،‬‬                ‫الشاعر نفسه يقول عن‬
                     ‫والأشجار‬     ‫خضراء الجسد‪ ،‬خضراء الشعر‪،‬‬            ‫طفولته‪« :‬هي تعلمي الحروف‬
                                         ‫وعيناها من فضة باردة‪،‬‬        ‫الأولى والموسيقى على يد أمي‪،‬‬
    ‫تبسط أذرعتها نحو الأرض‪.‬‬           ‫أخضر‪ ،‬أخضر‪ ،‬كم أحبك يا‬           ‫والإحساس بنفسي كابن أحد‬
                  ‫وبخار راجف‬      ‫أخضر! (ماهر البطوطي‪ ،‬ص ‪:18‬‬
                                                                          ‫أغنياء القرية‪ ..‬كل طفولتي‬
         ‫يغطي الحقول المزروعة‬                            ‫‪.)2017‬‬       ‫هي القرية‪ ،‬والرعاة‪ ،‬والحقول‪،‬‬
               ‫وتنسج العناكب‬         ‫على نور قمر الغجر كل شيء‬
                                                                        ‫والسماء‪ ،‬والوحدة‪( ”..‬ماهر‬
     ‫في الهواء طر ًقا من الحرير‪،‬‬                                         ‫البطوطي‪ ،‬ص ‪.)2017 :15‬‬
       ‫خيو ًطا من البلور الصافي‬                                      ‫ومن هنا أن نجد قصيدة “موال‬
              ‫وفي ممر الأشجار‬                                        ‫الساحة الصغير” التي تعبر عن‬
                                                                   ‫طفولته لم تكن أولى قصائده لكنها‬

                                                                                 ‫ذاع صيتها كثي ًرا‪:‬‬
                                                                          ‫لقد امتلأ فؤادي الحريري‬

                                                                                         ‫بالأضواء‪،‬‬
                                                                                 ‫بالأجراس التائهة‪،‬‬
                                                                                 ‫بالزنابق والنحلات‬
                                                                            ‫ولسوف أبغي بعي ًّدا ج ًّدا‬
                                                                        ‫فيما وراء الهضاب والجبال‪،‬‬
                                                                          ‫فيما وراء البحار والأنهار‬
                                                                                 ‫بالقرب من النجوم‬
                                                                        ‫كيما أطلب من يسوع المسيح‬

                                                                                         ‫أن يرد لي‬
                                                                                ‫روح طفولتي الأولى‬
                                                                            ‫وقد أنضجتها الأساطير‬
                                                                     ‫بما فيها قبعات الريش والسيف‬
                                                                      ‫الخشبي (ماهر البطوطي‪ ،‬ص‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264