Page 256 - m
P. 256

‫العـدد ‪56‬‬                        ‫‪254‬‬

                                     ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬

     ‫تتضمن كل ما كتبته الصحف‬                          ‫لويس عوض‬                  ‫هدي شعراوي‬
‫والمجلات عني‪ ،‬وعن المرأة المصرية‬
                                       ‫معاركها لتحرير المرأة‬                ‫فيها بين الهم الخاص والعام‪،‬‬
      ‫الحديثة‪ ،‬وقال لي‪ :‬إنت عملت‬                                         ‫وتثير قوى التفكير لدينا‪ ،‬وتشير‬
    ‫إيه في أمريكا‪ ..‬دا كل الصحافة‬       ‫في عهد عبد الناصر‪ ،‬بعد صدور‬      ‫إلى ضرورة إنضاج حلول جديدة‪.‬‬
    ‫بتتكلم عنك! وكانت المفاجأة أن‬          ‫مجلة حواء بعام واحد حدث‬      ‫وقد أفادها فى ذلك حبها ودراستها‬
   ‫عبد الناصر كلف السيدة قرينتة‬
 ‫أن توجه الدعوة لي لتناول الشاي‬         ‫العدوان الثلاثي على مصر‪ ،‬وتم‬        ‫فى علم النفس المعاصر‪ ،‬بحيث‬
    ‫معها في البيت‪ ،‬وأبلغتني تقدير‬        ‫اختيار أمينة السعيد للسفر إلى‬       ‫كانت تشير إلى جذور المأساة‬
                                     ‫أمريكا مع وزير التعليم وقتها أحمد‬    ‫والمعاناة‪ ،‬وتجعل القراء فى حالة‬
               ‫الرئيس لمجهودي‪.‬‬       ‫نجيب هاشم‪ ،‬للقيام بجولات تشرح‬          ‫استمتاع واهتمام بهذا التحليل‬
      ‫وفي عهد السادات قالت‪ :‬منذ‬          ‫فيها للرأي العام هناك‪ ،‬أسباب‬
   ‫الستينيات ونحن نطالب بتعديل‬         ‫العدوان‪ .‬كانت أول امرأة مصرية‬            ‫العلمى والنفسى لجوانب‬
       ‫قانون الأحوال الشخصية‪،‬‬          ‫تسافر للخارج في مهمة رسمية‪..‬‬         ‫الشخصية‪ ،‬وأنماط التصرفات‬
‫وخصو ًصا بعض المواد التي تتنافي‬          ‫وعن هذه الرحلة حكت للزميل‬
    ‫مع مبادئ الإسلام‪ ،‬مثل إجبار‬         ‫رشاد كامل‪ ،‬على صفحات مجله‬                             ‫والسلوك‪.‬‬
     ‫المرأة على الذهاب لبيت الطاعة‬       ‫صباح الخير قبل فترة قصيرة‬           ‫كتبت لها قارئه تعدى عمرها‬
     ‫بواسطة البوليس‪ .‬وفعلا تمت‬           ‫من وفاتها‪ ..‬فقالت‪ :‬قمت بالقاء‬        ‫الستين تشكو أنها اكتشفت‬
‫الموافقة على تعديل بعض هذه مواد‪.‬‬       ‫محاضرات أمام الهيئات النسائية‬       ‫بعد وفاة زوجها‪ ،‬أنه طلقها منذ‬
   ‫وبعد أن أصبح السادات رئي ًسا‪،‬‬         ‫هناك‪ ،‬توضح موقفنا‪ ،‬وأجرت‬          ‫سنوات‪ ،‬ولم تعلم هى‪ ،‬واستمر‬
     ‫كنت أحضر وزملائي رؤساء‬                                              ‫هو يعيش معها‪ ،‬دون أن يخبرها‪،‬‬
‫التحرير ورؤساء مجالس الإدارات‬              ‫المجلات والصحف الأمريكية‬     ‫وكان هدفه من ذلك أن يحرمها من‬
‫الاجتماعات التي كان يعقدها معنا‪،‬‬         ‫أحاديث معي‪ ،‬وعندما عدت إلى‬     ‫الميراث‪ .‬فقادت أمينة السعيد حملة‬
   ‫وكان مستم ًعا جي ًدا الأراء‪ .‬لكن‬      ‫القاهرة استدعاني الدكتور عبد‬    ‫تطالب بتعديل القوانين بما يسمح‬
 ‫بمضي الوقت صار ضيق الصدر‬             ‫القادر حاتم وزير الإرشاد وقتها‪،‬‬    ‫بضرورة إعلان الزوجة بطلاقها‪.‬‬
‫بالنقد‪ ،‬وبالنسبة لي على الاقل‪ ،‬فقد‬     ‫وكان يضع أمامه ملفات ضخمة‪،‬‬
‫كنت كلما سنحت الفرصة أقول له‪:‬‬
 ‫يا ريس‪ ..‬الناس مضايقة من كذا‪..‬‬
‫وتعبانة من كذا‪ ..‬و‪ ..‬في البداية كان‬
‫يوافقني على ما أقول‪ ،‬ولكن بمرور‬
‫الوقت ضاق ذر ًعا بهذه الانتقادات‪،‬‬
‫وكان يتصور أنه نوع من الجحود‪.‬‬
  ‫وإذا كانت أمينة السعيد هي أول‬
   ‫مصرية‪ ،‬تعين عض ًوا في مجلس‬
   ‫إدارة مؤسسة صحفية هي دار‬
  ‫الهلال‪ ،‬وكان هذا في عام ‪،1962‬‬
 ‫فهي أي ًضا أول امرأة عربية ترأس‬
 ‫مجلس الإدارة‪ ،‬ولنفس المؤسسة‪،‬‬
 ‫عينها الرئيس أنور السادات ولكن‬
‫بعد أن ضاق بها‪ ،‬كما قالت‪ ..‬أقالها‬

                 ‫من كل المناصب‬
   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261