Page 257 - m
P. 257

‫‪255‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫شخصيات‬

‫غرناطة كلمة السر‬

                                  ‫وراء لوركا‬
                                                                  ‫د‪.‬شيماء مجدى‬

       ‫الأندلس قد سبق إسبانيا‪.‬‬    ‫كتابه «الجغرافيا المقدسة” أن هذا‬       ‫على الرغم من أن العرب قد‬
 ‫اختلفنا على المسمى ولكن أجمعنا‬    ‫الاسم مشتق من أرض الأرانب‪،‬‬
  ‫على مضمون الأندلس وما تمثله‬     ‫ذلك لأن الأرانب كانت منتشرة في‬          ‫رحلوا من الأندلس منذ مئات‬
                                    ‫شبه الجزيرة الأيبيرية ونرجح‬            ‫السنين‪ ،‬ألا أنها تحتل مكانة‬
   ‫للعرب‪ ،‬فمن المؤكد أن الأندلس‬   ‫هذا الرأى لأن عملة إسبانيا قدي ًما‬  ‫كبيرة في الثقافة العربية‪ ،‬كثير من‬
   ‫هي الحلم والمجد الضائع‪ ،‬فقد‬     ‫‪-‬وخاص ًة في عهد الملك أدريانو‪-‬‬      ‫الكتاب العرب والإسبان يكتبون‬
   ‫كثر توظيف الرموز الأندلسية‬       ‫توجد بها صورة أم تجلس بين‬         ‫عن الأندلس قدي ًما وحديثًا‪ ،‬وكان‬
 ‫من أمكنة وشخوص في القصص‬                                                  ‫العرب هم أول من أطلق اسم‬
                                     ‫رجليها أرانب‪ ،‬ولكن المؤرخين‬        ‫الأندلس على إسبانيا‪ .‬فقد كانت‬
      ‫والمسرح والنثر‪ ،‬فض ًل عن‬     ‫المعاصرين يرفضون هذا الرأي‪.‬‬             ‫تعرف قبلهم باسمين‪ :‬أطلق‬
                        ‫الشعر‪.‬‬       ‫أما اسم الأندلس فحوله الكثير‬       ‫الإغريق عليها اسم أيبريا وكان‬
                                   ‫من الأقاويل والآراء‪ ،‬أجد نفسي‬         ‫المقصود منطقة ولبة ‪،huelva‬‬
‫لقد حكى العرب وتغنوا بالأندلس‪،‬‬    ‫مقتنعة أكثر بالرأى الذي يقول إنه‬      ‫ثم بعد ذلك كانت تشير إلى كل‬
‫وسردوا لنا تاري ًخا تارة ونسجوا‬   ‫جاء من «الأندلس بن يافث «الذي‬            ‫المنطقة شرق البحر الأبيض‬
                                    ‫سكن بها وعبر إليها هو وأخوه‬           ‫المتوسط (الطاهر أحمد مكي‪،‬‬
  ‫من خيالهم تارة أخرى‪ ،‬وتناول‬                                             ‫ص‪ .)1987 :9‬والاسم الثاني‬
   ‫الإسبان الوجود العربي أي ًضا‪،‬‬       ‫سبت بن يافث‪ ،‬لذلك سميت‬          ‫أطلقه الإغريق أي ًضا وهو ‪Span‬‬
                                   ‫مدينه سبته ‪ Ceuta‬باسمه‪ .‬ومن‬          ‫أو إسبانيا‪ ،‬ويرى بوتشارت في‬
     ‫فمثلا تكلم الكاتب الإسباني‬    ‫الغريب أن يعتقد البعض أن اسم‬
      ‫أنطونيو جالا عن شخصية‬
        ‫أبي عبد الله الصغير آخر‬
   ‫ملوك غرناطة في رواية س َّماها‬
   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261   262